تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رسمة كاريكاتيرية مُحزنة لحادثة صادمة شغلت المجتمع العربي، حيث ألقت سيدة عراقية طفليها من جسر الأئمة فوق نهر دجلة بالعاصمة بغداد.
شاهد عامر الغازي، رسام كاريكاتير وفنان تشكيلي، الواقعة والفيديو المتداول لها، تأثر نفسياً وحرك الحافز الداخلي له ليرسم شيئاً عن الواقعة، فبدأ بالتفكير لإيصال فكرة معينة للمجتمع عن هذه الواقعة البشعة: "ما حدث محزن ومؤذي نفسياً بشكل كبير، الخذلان اللي تعرض له الأطفال بسبب أمهم شيء مؤذي على المستوى الإنساني، قررت أرسم رسمة عن الخذلان".
جلس الفنان العراقي على كرسيه، وأمامه لوحته، وفي يده ريشته، وبدأ بوضع الخطوط الأولى لرسمته بعد أن علم بالفكرة التي سيرسمها، حالة الحزن التي سيطرت عليه نتيجة الواقعة، دفعته للإبداع وأدت إلى إخراج لوحة حزينة، كما كان حاله وحال من علم بالجريمة: "اقتنصت لحظة سقوط الطفل، اللي المفروض تكون أمه هي الملجأ والملاذ وكل حاجة له بالدنيا وتحميه بدافع الغريزة الإنسانية، ولكن في النتيجة هيا اللي خذلته، وآخر شيء ممكن يتوقعه إنها تخذله".
استمر "الغازي" في رسم لوحته، اختار ألواناً وحشية وحزينة مثلها مثل الواقعة، يوضح الرسام العراقي تفاصيل رسمته، التي ابتكر من خلالها قصة من خياله تعبر عما حدث: "الرسمة بتحكي عن لقطة الأم والأطفال وهما ماشيين وبيسألوها إنتي هتودينا مدينة الألعاب، وهذا تخيل للي ممكن يقوله الطفل، أكيد مش هيفكروا إنها رايحة تقتلهم، أكيد أمه يا هتخاف عليه أو هتحميه، واللقطة الثانية هي لحظة سقوط الطفل، وهو بينده على أمه عشان تنقذه".
هدفه من رسم الكاريكاتير، هو إيصال رسالة معينة إلى الناس: "رسالتي للناس اللي يأذون أطفالهم، ويتخذوهم سبيل لإيذاء الشحص الآخر بالعائلة، الأطفال مو لعبة، إذا أنت ما تقدر تتحمل مسؤولية أطفالك وتزقهم بهذه المشاكل النفسية ما تخلفش، لأنهم في النتيجة هم هيدفعوا الثمن".
3 ساعات هي المدة التي قضاها "الغازي" في الانتهاء من الرسمة، من لحظة القرار إلى التنفيذ والإخراج.
يعبر "الغازي" عن سعادته بانتشار رسمته بشكل واسع، ولكنه حزين على الكم الهائل من الناس الذين شاهدوها ولم يكن يعلمون بالوقعة، ثم علموا بها وتأثروا نفسياً.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو، الذي يبدو أنه تم تصويره مساء يوم الجمعة، حيث قال بعضهم إنه لسيدة أقدمت على فعلتها بسبب خلافات مع طليقها والد الطفلين.
على أثر ذلك، ألقت قوات الأمن القبض على السيدة، التي اعترفت بعد التحقيق معها بفعلتها، قائلة إنها فعلت ذلك نتيجة خلافات مع طليقها.
وهزت الحادثة الرأي العام العراقي وحازت على اهتمام وسائل الإعلام والمدونين في عدد من الدول العربية، وأدان المعلقون هذا الفعل الذي وصفوه بـ "الوحشي" وطالبوا بإنزال أقصى العقوبات بحق السيدة، وتساءل آخرون عن الدوافع والعقوبات المحتملة لهذه الجريمة، كما نادى بعضهم بضرورة تعديل قوانين الحضانة وحماية الأطفال.
تعليقات الفيسبوك