محرر الوطن يتحدث إلي مريدي إنسان
حكايات ربما تكون وهمية لكنها متغلغلة في عقول البعض، يصدقونها ويؤمنون بها رغم أنها خرافات، فمنذ زمن بعيد بدأ المصريون في بناء أضرحة، منها ما هو معروف ومشهور ويرجع نسبه إلى الرسول ومنها ما هو مجهول ولا أحد يعلم حقيقته وعلى الرغم من ذلك تقام لهم الموالد وتنفق الأموال بغرض التبرك ونيل مزيد من الحظ في الدنيا.
"الشيخ الحليق".. كراماته بدأت من قعدة فرفشة
في منطقة الوايلي بمحافظة القاهرة، يوجد ضريح صغير مطلي باللون الأبيض لم يتبق منه إلا أجزاء قليلة، فأغلب الطلاء سقط بفعل العوامل الجوية، وفوق الضريح طابقين يجلس فيهما خادم الضريح وإخوته.
الضريح أقيم لشخص يدعى على أبوالسعود، معروف باسم "الشيخ الحليق"، وفي الداخل يوجد مرقد ستائره خضراء، وغرفة صغيرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار، وبعض الآيات القرآنية، بالإضافة إلى قبلة للصلاة لا تسع سوى لفرد واحد فقط.
يروى خادم الضريح الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"الوطن"، عن كرامات الشيخ الحليق: "كنا قاعدين مفرفشين فوق المقام، وفجأة ظهر شخص غريب، قالنا عيب مايصحش كده، لموا نفسكم البوليس واقف تحت، بس أنا عملت غيامة عليهم وقلت لهم مفيش حد هنا يا زلمة منك له"، بهذه الكلمات لخص الخادم أسبابه القوية التي جعلته يؤمن بأن صاحب المقام ولي من أولياء الله الصالحين وله كرامات.
وعن تسميته بالحليق يقول الخمسيني: "كان بيحلق شعره على طول ومايقدرش يستحمل إن يعدي يوم عليه من غير حلاقه رأسه".
"حسين الوايلي".. مانعرفش مين ده أصلاً
يقول غزال أحمد، 64 عاما، خادم ضريح حسين الوايلى، أن هذا الضريح، مدفون به أحد أولياء الله الصالحين، والذي انحدر من نسل السيد البدوي، وجاء إلي القاهرة منذ ما يزيد عن 800 عام، وتوفى بالمنطقة، فقام الأهالي ببناء ضريح له وذلك نظراً لأنه كان يتمتع بكرامات كثيرة، وأنه عرف هذه المعلومات من معلقة في القلعة.
وأضاف: "ورثت المهنة دى عن أجدادى، والضريح جنب بيتي، فأنا وأسرتي اتولينا رعايته ونظافته علي فترات متباعدة"، ويروي "غزال" بعضا من كرامات السيد الوايلي قائلاً: "كراماته كتير، هو مكنش مدفون في نص الأوضة بالشكل ده، كان مدفون في الركن اليمين، لكن فجأة جدي صحي راح يفتح الضريح لقاه غير مكانه وبقى في نص الأوضة، هلل وكبر والكل عرف إن الراجل ده فعلا له كرامات، وبقي بيتعمله مولد كل سنة في الميعاد اللي نقل فيه نفسه، وإندفن في المكان اللي هو اختاره".
"إنسان".. أحدث أضرحة القاهرة
مسجد ضخم من حيث الارتفاع والمساحة، يضم بين جوانبه ضريح عبدالخالق علام، الشهير بـ"إنسان" وكذلك ضريح علي علام إمام الطريقة، وبعض كتب الطريقة التي تشير إلى ما تهدف إليه الطريقة الإنسانية العلامية، كما يزعمون.
"ده ضريح سيدي الشيخ علي علام وابنه سيدي الوالي والعارف بالله إنسان علام".. كلمات قليلة بدأ بها محمد علام، خادم المسجد، مشيراً إلى أن الضريحين يضمان رفات، صاحب المسجد وابنه الأكبر، والذي تولى الإمامة من بعد أباه الإمام الأعظم بحسب وصفه.
ويقول عبدالعليم الجابري، 66 سنة، إمام المسجد عن كرامات العارف بالله: "كرامات كتيره معظمها أنا كنت شاهد عليها، مرة جاله واحد من منطقة الزاوية الحمراء، قاله إن بنته اختفت من البيت، يعني هي في البيت ومخرجتش لكنها مش موجودة، فطبعا أبويا الشيخ شك في الموضوع إنه يكون سحر، وقال يبقي البيت فيه جن، راح مع الراجل بيته ودخل ودور معاهم علي البنت، ومكنش فيه أثر لها، فوقف الوالي علي علام، وقال مايصحش كده يا جماعة عيب اللي بتعملوه ده رجعوها وإلا هعرفكم شغلكم وهو باصص للسقف". وأضاف: "فجأة انفجر زير المياه وخرجت منه عروسة بلبس ناشف بدون نقطة مياه، الكل هلل وكبر وقبلوا رأسه الشريف".
موقف آخر يحكيه "الجابري": "كان فيه جماعة كل ما يدخلوا البيت ينضربوا بالقفى، فجابوا الشيخ كشك يشوف الموضوع ده، فانضرب هو كمان، فالشيخ كشك كان سمع عن صيت وشهرة الشيخ علي، فجاله وطلب منه إنه يروح معاه يشوف موضوع الضرب ده، فراح فعلا، وأول ما دخل قال، اختشوا عيب، فبفضل الله الناس دخلت عادي من غير ضرب".
تعليقات الفيسبوك