منذ الصغر والطعام هو عشقه الأول، أدرك أنه سر من أسرار الحياة، فرغب في احتراف الطبخ، لكن فقدانه للبصر حال دون تحقيقه لذلك الهدف، ليلجأ إلى فهمه وتذوقه الذي لا يحتاج البصر، ويعمد على بصيرته التي تفي بغرض إحساسه بالطعام ومذاقه، آمن بقدراته وصدق في نفسه، وواجه تحديات مختلفة حتى وصل إلى ما تمناه منذ زمن.
أحمد تركي ذلك الشاب الكفيف الذي لم يتجاوز عمره الـ20 عاما، والطالب بإحدى كليات إدارة الأعمال شبعة اللغة الإنجليزية، نجح في أن يكون أول خبير تغذية غير مبصر في مصر، بعدما تحدى إعاقته والصعوبات للالتحاق بذلك المجال الذي شغفه قبل سنوات عديدة.
بدأت تعلقه بمجال التغذية في عام 2018 وحرص على دراسته في الأماكن المعتمدة
قبل 3 سنوات كانت بداية تعلقه بمجال التغذية، فدائما ما كان يفكر أن الغذاء مرتبط بحياة الإنسان، إذ كان سليما ستكون حياته وصحته أفضل، وإذ تدهور سيتسبب له بالعديد من المشكلات الصحية، «فضلت أفكر أنا ممكن أعمل أية عشان أتعلم المجال ده».
بعد عدة أشهر من البحث توصل الشاب الطالب بالفرقة الثالثة أن هناك أكاديمية متخصصة في الولايات خاصة بمجال التغذية وتساهم في تخريج أشخاص مؤهلين للعمل في ذلك المجال، «قررت الالتحاق بها فور، وكانت الدراسة فيها أونلاين لمدة 8 أشهر متواصلة، وكان في النهاية امتحان ونجحت فيه».
أحمد: واجهت صعوبات عديدة أبرزها الجامعة الأمريكية كانت ترسل لي المناهج في ملفات لا يتمكن البرنامج الناطق من قراءتها
لم تكن محاولاته المستمرة للتنسيق بين دراسته الجامعية في مصر وتعلمه المجال الذي يحبه الصعوبة الوحيدة التي واجهته، فبفضل اجتهاد نجح في التوفيق بينهما، وليس عمله المستمر لتوفير احتياجات التعلم عن بعد من شبكة إنترنت قوية وأجهزة كمبيوتر، وإنما كانت المشكلة الأكبر في أن المناهج التي توفرها له الجامعة لا يتمكن من قراءتها لأنها بنظام الصور الذي لا يمكن لجهازه الناطق التعرف عليها، «بعت للجامعة يساعدوني في ده بس محدش رد، فحليت المشكلة بنفسي أني بقيت لازم أحول المنهج اللي في الملف على أكثر من برنامج لأعرف قراءته».
بعدما «أحمد» من دراسته الأكاديمية في التغذية قرر أن تكون المعلومات والمعرفة التي اكتسبها مجانا للجميع، وكانت وسيلته في إيصال خبراته ونصائحه عبر منصات التواصل الاجتماعي، فعبر حسابته الرسمية ينشر مقاطع فيديو له يتحدث فيها عن برامج التغذية السليمة ويرد على أسئلة واستفسارات متابعيه.
الشاب العشريني: رسائل الدعم ساعدتني على استكمال مسيرتي «وبتخليني في قمة السعادة»
«ببقي في قمة سعادتي من رسائل الدعم»، يتلقى الشاب العشريني العديد من الرسائل من متابعيه، يخبرونه فيها أنه نجح في أن مساعدتهم في بعض المشكلات التي كانت تواجههم، أو أنهم يطلبون منه الاستمرار فيما يقدمه لأنه يساعدهم في التخلص من بعض المشكلات التي تواجههم.
يسعي «أحمد»، أن يستكمل مسيرته في ذلك المجال وأن يكون أحد المؤثرين فيه في المستقبل، وأن يساهم بما يتعلمه في خدمة الآخرين.
تعليقات الفيسبوك