على الرغم من أنه اعتاد صعود المرتفعات نظرا لطبيعة عمله في المعمار، حيث كان يعمل نقاشا، إلا أنه لم يتعرض يوما للسقوط، ودائما ما كان يضرب به المثل في الثقة عند الصعود إلى أعلى العمارات التي يعمل بها.
قسوة الحياة
علي محمد، من محافظة كفرالشيخ، شاب عشريني تغيرت حياته وتبدلت أموره كثيرا بعدما أصيب بشلل رباعي وهو في البحر، بسبب ارتطام رأسه برمال شاطئ النخيل التي كانت قاسية على عموده الفقري وسببت له كسرا في الرقبة، صاحبه الضغط على الحبل الشوكي، ما أدى إلى إصابته بشلل رباعي يلازمه حتى الآن.
منذ 4 أعوام كان لا يزال الفتي يمارس طقوس حياته دون مشكلات، يلهو ويجري ويتحرك، يتجول مع أصدقائه طوال الليل، لم يكن يدري أن السعادة القليلة التي يشعر بها رغم قلة إمكانياته المادية، لن تدم طويلا، وسيكون مصيره كرسي متحرك يجلس عليه ويلازمه طوال حياته: «بعد ما خلصت شغل قلت أروح البحر شوية، كنا في إسكندرية، روحت مع واحد صاحبي، وهناك كنت بنط من فوق الصخور، زيي زي غيري، نطيت أول مرة، وكانت تمام، لكن تاني مره كان فيه جذر، والمياه قلت، وأنا بنط، رأسي اتغرزت في الرمال والصخور».
أمل الشفاء
ظل الفتي مدة طويلة داخل أحد المستشفيات بعد الحادث، يتلقى العلاج، وصلت لـ 8 أشهر، دون جدوى، فلم يعد قادرا على تحريك أطرافه وكأنها لم تعد موجودة: «بعد الحادثة دي بفترة اتحولت حياتي تماما من شخص محبط لشخص قوي، بدأت أحاول أكون شخص مختلف علشان ربنا نجاني من الموت وبقي ليا نفس في الدنيا تاني وفهمت إن وجودي في الدنيا له سبب».
أصبح العجز دافعا للفتى في حياته، طور من ذاته وأصبح شخصا ملهما للكثيرين، وتولدت لديه قناعة بأنه لا بد له وأن يساعد الآخرون في تحدي عقبة الإعاقة: «لو أنت قريب من أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة حاول أنك تدور على الحلو اللي جواه وساعده إنه يبدأ حياة جديدة».
وأشار إلى أنه لا بد من مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في تقبل ظروفهم الصحية: «فيه واحد قدملي منحة مجانية مدتها 9 شهور للعلاج من الإصابة بتاعتي، لكن ظروف كورونا كانت سبب في إني مكملش العلاج بتاعي، نفسي أقف تاني على رجليا وأمشي زي باقي الناس، ولو معرفتش أمشي تاني فأنا راضي بحالي واللي ربنا كتبه ليا».
تعليقات الفيسبوك