يقف محمد عدلي، صاحب الـ58 عامًا، في مدخل محمصة السوداني الخاصة به في مدينة السنبلاوين، يتطلع لذكرياته التي عاشها في هذا المكان منذ سنوات، بجوار والده وأخوته، يتعلم ويتشرب سر الصنعة من والده؛ لتبقي تراثًا وإرثًا من والده الراحل، محتفظًا بكل جانب تركه والده بداخلها سواء أدوات أو كلمات ما زالت تتردد داخل أذنه.
بداية «عدلي» في المحمصة
يروي «عدلي» خريج المعهد الصناعي بالزقازيق لـ«الوطن»، بدايته في هذه المحمصة منذ أن كان في الـ15 من عمره: «نزلت مع والدي اتعلم منه المهنة وأفهم أصولها، لأنه كان هدفه يدينا حاجة ثمينة ومهنة أصيلة، زبونها لسه عايش معانا ماشي بمبدأ علي الأصل دور»، وعلى الرغم من أنهم تلقوا تعليمًا عاليًا في الجامعة الأمريكية، فإنهم مازالوا محتفظين بإرث والدهم ويحافظون عليه.
محمصة على الأصل دور
لم يسعَ «عدلي»، للربح قدر السعي لنيل احترام الزبون واستمراره في التردد على المحمصة، سواء في الأيام العادية أو في الأعياد والمناسبات ليحصل على سوداني ذو نكهة مميزة وجودة عالية: «حتي لو بعنا بأسعار غالية فالسعر بيعبر عن الجودة».
أسعار الفول السوداني في المحمصة
يعمل «عدلي» منذ زمن في الفول السوداني البحيري الذي يعتبر من أجود أنواع الفول السوداني إذ يبدأ في البحث عنه مع دخول فصل الشتاء ابتداء من شهر 10 و11، أما الفول السوداني البلدي الأقل جودة فيبدأ في البحث عنه في شهر 8 و9، ويتراوح سعره بين 20 لـ 25 جنيها أما الأمريكي الأنصف فيبيعه بـ40 جنيها نظرًا لجودته.
طريقة عمل الفول السوداني
«أول ما الفول السوداني يوصل المحمصة ببدأ أبخره، وأعقم الأدوات وأنظفها وبعدها ادخلها المحمصة، ويستوي على نار متوسطة ويتحط في المملحة تطلع منه ريحة متتقومش بتخلي كل اللي واقف يدمنها من جمالها، ويبقي عايز يشتري اكثر»، هكذا روى «عدلي»، طريقة تحضير الفول السوداني الذي يعمل به منذ ما يزيد عن 30 عاما بعد والده.
لا يزال المحل يحتفظ بالأدوات القديمة التي كان الأب يستخدمها، فهناك ماكينة عمرها 50 عامًا، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنه مازال يستخدمها: «هي حجمها صغير وأول ما بتشتغل بتفضل تزن، في العيد الزبون بيقولي من كتر الزحمة ما تشغل الزنونة تضحكنا شوية الكل قعد يضحك».
تعليقات الفيسبوك