محلب و5 وزراء يفتتحون ملتقى "بناة مصر" لعرض خطط تنفيذ المشروعات القومية
محلب
افتتح المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية اليوم الثلاثاء، رفقة وزراء الإسكان، والإنتاج الحربي، والتخطيط، والنقل، والتنمية المحلية، فعاليات ملتقى "بناة مصر" الثاني، الذي يضع أولى مخططات الدولة التنفيذية لتنمية المشروعات القومية للدولة خلال العام الحالي واحتياجاتها التمويلية والفنية، وأيضًا الموارد البشرية المطلوبة، بمشاركة أكثر من 1000 مستثمر وقيادة تنفيذية لكبرى شركات المقاولات والمؤسسات المالية والمصرفية وشركات مواد البناء والتطوير العقاري وإدارة المشروعات العربية والدولية، لبحث فرص وتحديات المشروعات القومية للدولة والتي يأتي في مقدمتها محور قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، واستصلاح 1.5 مليون فدان، والخطة القومية للطرق .
وشارك الوزراء في الجلسة الافتتاحية للملتقى، التي تنعقد تحت عنوان "المشروعات القومية تضع مصر على خارطة الاستثمار العالمية"، لمناقشة الخطط التشغيلية للعديد من المشروعات التنموية التي تم تدشينها خلال العام الحالي، ومناقشة تحديات التمويل والطاقة وتوافر مواد البناء، ووضع استراتيجية وخريطة واضحة لتنظيم وتوجيه شركات المقاولات المصرية نحو الاستثمار فيها، والعمل على نحو فعال وسريع لتبني السياسات والإجراءات الخاصة بمساعدة الشركات على التوجه لتطبيق حلول الاستدامة والبناء الحديث للمشروعات والمنشآت بما يدعم الاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة.
وشهد الملتقى وجودًا عربيًا مكثفًا، حيث يشارك فهد بن محمد الحمادي رئيس اتحاد المقاولين العرب، والدكتور أحمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين في دولة الإمارات، ونواف العنزي أمين عام مجلس الأعمال المصري الكويتي في جلسة رئيسية مع المهندس حسن عبد العزيز رئيس اتحاد المقاولين المصري، لمناقشة طرق إنشاء قاعدة بيانات موحدة تضم كافة المشروعات المطروحة داخل الأسواق العربية والإفريقية والتي يتم ترسيتها على الشركات للمساهمة في استغلالها لخلق فرص العمل، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات بالمعدات غير المستغلة والمتوقفة وتبادلها وتأجيرها بين الدول العربية، لتعزيز قدرات شركات المقاولات في الدول العربية وتنمية سمعتها على المستوى الدولي، وذلك في ظل استحواذ كيانات ضخمة أجنبية على صناعة المقاولات في المنطقة .
وناقش المشاركون، سبل التكامل بين اتحادات المقاولات العربية، في إعادة تعمير عدد من الدول التي تعرضت البنية التحتية الخاصة بها للتدمير خلال الفترة الماضية، نتاج حالة الانفلات والصراع التي صاحبت الثورات العربية في عدد من الدول كليبيا وسوريا واليمن .
وشهد الملتقى، حضورًا مكثفًا من القيادات المصرفية للبنوك المصرية والأجنبية واتحاد البنوك، لمناقشة الاحتياجات التمويلية لشركات المقاولات والتي تمثل محورًا رئيسيًا يتوقف عليه استعادة نشاط الشركات وموائمة التغيرات الملحقة بالسوق المحلية خلال الفترة الحالية، والتي تشهد تزايد في حجم الأعمال وبخاصة مشروعات البنية التحتية الضخمة، وتواجه الشركات المتوسطة صعوبة واضحة في الحصول على تمويلات جديدة بشأن شراء المعدات في حين تعتمد الشركات الكبرى على حجم الأصول المملوكة لها كضمانة في الحصول على التمويلات من البنوك .
وناقش الملتقى في إحدى جلساته، مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة داخل السوق المصرية، بمشاركة كبريات الشركات العاملة في هذا المجال، لمناقشة كيفية الاستفادة منها للمساهمة في تحقيق التنمية خلال السنوات المقبلة، في ظل توافقها مع العمارة الخضراء التي تضع ضوابط لتحسين كفاءة الطاقة، وزيادة قيمة الممتلكات والتوافق بيئيًا، بالإضافة إلى مناقشة قدرة المقاول المصري على تنفيذ تلك المشروعات والتحديات التي تواجهه في ذلك وكيفية التغلب عليها.
كما يستعرض الملتقى مستقبل محور قناة السويس خلال السنوات المقبلة، ودورها في تغيير خارطة الاستثمار في مصر وقدرتها على جذب الاستثمار والمستثمرين، وتوضيح فرص المستثمر المحلي للاستثمار في محور التنمية، وذلك بمشاركة قيادات كبرى الشركات التي أعلنت الاستثمار في محور القناة، ومنها شركة "تيدا" الصينية التي وقعت أول اتفاق تعاون مع الهيئة العامة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس بعد تشكيلها الكامل لتطوير وتنمية مساحة 6 كيلومترات مربعة من نطاق الأراضي التابعة للهيئة وشركة التنمية الرئيسية المكلفة بتوصيل المرافق والاحتياجات الأساسية للمنطقة الاقتصادية .
ويدرس الملتقى من خلال فعالياته صياغة رؤية موحدة لتطوير ملف العمالة في قطاع التشييد والبناء، وذلك بالتعاون بين الجهات الحكومية المختصة والقطاع الخاص، في ظل تنامي العديد من المشروعات القومية، التي تتبناها القيادة السياسية للدولة، والتي تتطلب وجود عمالة مدربة لإنجاز المشروعات بكفاءة في التوقيتات المحددة.
وتحل دولة البرازيل كضيف شرف خاص للملتقى لعرض تجربتها الرائدة في التعامل مع العشوائيات وكيفية القضاء عليها من خلال آليات البناء الحديث والتي مكنتها من تحقيق نهضة اقتصادية كبيرة في جميع مجالاتها، بالإضافة إلى عرض فرص استفادة مصر من تلك التجربة الفترة المقبلة للتغلب على مشكلة العشوائيات، بالإضافة إلى إجراء مناقشات مباشرة مع الحضور حول عدد من الملفات الرئيسية الخاصة بمرحلة البناء والتنمية التي تشهدها مصر في جميع المجالات خلال المرحلة الحالية .