تاجر مستلزمات خيول: الكساد يضرب السوق.. و"مفيش صناعة مصرية"
علي حموده
يعيش في منطقة الدرب الأحمر منذ نعومة أظافره، وعلى رغم أن العديد من أهله تركوا المنطقة بغد التغيرات التي طرأت عليها، إلا أنّه لا يفكر في الخروج منها، ويعمل في مجال بيع مستلزمات الخيول منذ وقت طويل، وورث المهنة أبًا عن جد.
الحاج علي حمودة، أحد تجّار مستلزمات الخيول التي تشتهر بها منطقة الدرب الأحمر، إلا أنّها تعاني ركودًا منذ فترة ليست بالقصيرة، ما أدى إلى إغلاق محلات عدة، ويقول حمودة عن ذلك: "كان نفسي أولادي يكمّلوا بعدي، ويشتغلوا في نفس المجال، لكن مبقاش حد بشتغل فيها، المحلات بتقفل، لا في بيع ولا شراء".
ويضيف، أنّ بيع مستلزمات الخيول مرتبط بالسياحة، التي تعاني وضعًا سيئًا منذ ثورة 25 يناير، ويتابع: "في مصر عندنا عقدة الخواجة وده اللي موّت الصناعة المصرية، وبيفضلوا المستورد من الصين، لأن المصنوع في مصر أغلى وأعلى جودة، والأجنبي هو اللي بيقدره، لكن هنا مش بيدوروا على الجودة"، ويردف، "يجب منع الاستيراد لأن المنتجات الصينية بقت في كل مكان حتى كوباية المية اللي بشربها وهو ده اللي مبوّظ البلد وزمان ماكنش فيه الكلام ده".
هناك ما يقرب من 5 أو 6 تجّار يحتكرون صناعة الجلود في مصر بأكملها، يقول حمودة عنهم "بياخدوا الجلد من عندنا وهو من أجود جلود العالم بينضفوه ويرموا زبالته عندنا وبعدين يصدروه بره".يعتبر محل حمودة من أهم المحلات التي كانت تُصنِّع ولا تعتمد على الاستيراد، "دلوقتي أي حد معاه قرشين، يروح يشتري شويّة جزم وأحزمة وشنط وبيبعها، حتى لو عاوز أصنع بنفسي، الخامات غالية وهنضطر نبيع بسعر عالي، والزبون مش هيوافق".
بنبرة صوت يغلب عليها الحسرة، يقول حمودة: "كان عندي 10 عمال أيام ما كان في شغل والحياة ماشية وبعمل 10 دست في اليوم، لكن دلوقتي في أيام بتعدي عليه بقفل زي ما بفتح".
كانت منطقة الدرب الأحمر تزخر بالعديد من المهن، يروي حمودة: "كان زمان ماتلاقيش مهنة إلا وموجودة في الدرب الأحمر حتى محلات الموبيليا، دلوقتي الجيل الجديد بيتعلم ويتوظف ويسكن بره".ويضيف: "مهما حصل هعيش وهموت في المنطقة، ومش هخرج منها إلا وأنا في نعشي".