الحمد لله الذى خلقنى «أنثى»، ولكن بعقل رجل، بقلب صلب لا أرتجف مهما كان حجم التهديد أو الترويع.
فى عهد الإخوان كان زجاج سيارتى يتهشم كل أسبوع تقريباً، والتهديدات بالقتل والفضائح مسجّلة على جهاز «الآنسر ماشين» حتى الآن.. وحين لجأت لوزارة الداخلية وفرّغوا جهاز التسجيل الصوتى وتوصلوا لأصحاب أرقام الهاتف الذى أتلقى منه التهديدات.. قالوا لى فى النهاية: «مصر كلها بتتهدد يا أستاذة»!!.
ما الذى سيفعله «مرتضى منصور» بعد التشهير بى وبغيرى على قناة «الشرق» الإخوانية؟.. ما الذى سيقوله عنى بعدما طعنونى فى دينى وقالوا إننى تنصّرت؟!.
سأقول كلمتى وأمضى، لأن مصر تستحق أن نكون كلنا «محاربين» ضد التجاوز والتطاول والخوض فى أعراض الناس، والمكائد التى يتقنها «مرتضى» ضد خصومه.
بداية، أسجّل لجريدة «الوطن» جرأة فتح ملف «رجل السيديهات؟»، وتجميع تاريخه الملوث وكل تجاوزاته الأخلاقية ضد إعلاميين وفنانين ورجال أعمال وشخصيات عامة.. إلخ.
قد يتذكر «مرتضى منصور» أنه أجرى معى مداخلة تليفزيونية وكنت على الهواء مع «معتز مطر» قبل أن يتأخون، وكان وقتها «مرتضى» هارباً من العدالة لاتهامه فى موقعة «الجمل».. وكان شديد التهذيب معى.. فالظرف لم يكن يسمح بالسباب والشتائم.
ليس بينى وبين «مرتضى منصور» أى خصومة، إلا ما يتعلق برفضى لهذا النموذج.. نموذج أقرب ما يكون لـ«الفتوة» فى سلسلة «الحرافيش» لـ«نجيب محفوظ»، يُرهب ضعاف القلوب بنبوته.. (النبوت هنا خبرة قانونية مذهلة ومعرفة بثغرات القانون والطرق الخلفية لدفع الرشاوى والضغط على الخصوم للتنازل عن دعاواهم)!!.
«الأفاكاتو الفتوة» ليس مستشاراً كما يروّج عن نفسه، لقد تم فصله من النيابة العامة بعد أن «ثبت من خلال التحقيقات فقدانه أسباب الصلاحية لولاية الوظيفة القضائية، مما استوجب رفع الأمر إلى المجلس الأعلى للهيئات القضائية، للموافقة على نقله إلى وظيفة أخرى»، بحسب مذكرة المستشار «كمال المتينى»، وكيل إدارة التفتيش القضائى، للنيابة العامة!.
ومن ملفه السرى يتضح أنه «أخلّ بواجبات وظيفته وخرج على السلوك والقيم لرجل النيابة الملتزم بأصول هذه الوظيفة، وأهدر القانون، إذ تردد على محلى «بار الفردوس» و«ملهى الأجلون» بالإسكندرية إبان عمله فيها، وهى من المحلات العامة التى سبق أن ضُبطت بها جرائم مخلة بالآداب». هذا هو تاريخ عضو مجلس النواب، رئيس نادى «الزمالك»، الذى تطيح عصاه الغليظة بكل من ينطق، فيصيبه فى شرفه وسمعة عائلته بقاموس لا يستخدمه إلا «عصابات الشوارع»!.
إن ذكّرت «مرتضى» بأنه عمل مستشاراً قانونياً لمجموعة «الريان» لتوظيف الأموال (التى قامت بأكبر عملية نصب على المصريين الغلابة)، وتربُّحه بعدة شقق فى برج الريان بالدقى، وأنه اعتُقل بتهمة النصب على المواطنين بحجة توظيف أموالهم فى «الريان».. ستنهال على رأسك قاذورات من عيّنة «أنت شاذ جنسياً، أو عندى سى دى لعملك فى الدعارة»!!.
وبالتالى فـ«حذاء مرتضى» جاهز لإسكات أى صوت يعترض عليه فى نادى الزمالك أو مجلس النواب أو قاعة المحكمة.. إنه حذاء نجس ملوّث بأعراض الولايا التى سحقها «مرتضى».. مدنس بكرامة الرجال الذين جردهم «مرتضى» من أموالهم الحلال بابتزاز رخيص عنوانه «السى دى عندى»!.
أنا لا يهمنى كثيراً أن «مرتضى» أيّد ثورة 25 يناير ثم لعنها، ولا أنه حلف يمين طلاق ليغيّر القسم فى مجلس النواب، ولا أنه كان مع «مبارك» وضده فى نفس الوقت.. ولا أن النفاق وصل به إلى درجة أنه بجّل المعزول «مرسى» ثم قال عنه «عبيط وأهبل».. كل ما يهمنى أن يختفى هذا النموذج من حياة المصريين، خاصة بعد اتهامه بالتطبيع (بعدما تعامل مع وكيل لاعبين إسرائيلى فى صفقة التعامل مع الزامبى إيمانويل مايوكا لاعب فريق الزمالك حالياً)!.
ألم يتعظ «مرتضى» من مقاطعة الصحف والقنوات الفضائية لبذاءاته وألفاظه النابية؟ لم يعد هناك جريمة أخلاقية لم يفعلها «مرتضى».. لكن اللغز أنه دائماً يفلت من العقاب!.
«من يحمى مرتضى منصور؟».. إنها «ثقافة الخوف» التى تسيطر على عقول «الحرافيش».. نفس منهج «عتريس» فى فيلم «شىء من الخوف».. لكن بكل أسف «مرتضى» ليس «عتريس».. إنه «رشدى» الذى ظل يهذى: «أنا عتريس أنا بلوة سودة، أنى سفاح، أنى شرانى».. وهكذا ظل يكررها «رشدى» ثملاً ضاحكاً من دون توقّف بينما نفرٌ من «الدهاشنة» يوسعونه ضرباً حتى الموت هازئين ساخرين.
وما بين مصير «عتريس»، حين تخلى عنه رجاله، وهستريا «رشدى».. يبقى مستقبل «مرتضى منصور» معلقاً بلحظة سقوط حاجز الخوف الذى بدأ بملف «الوطن» عن «الأفوكاتو الفتوة»!