لماذا لا يتولى غير المصريين رئاسة جامعة الدول العربية؟
عبدالرحمن عزام ومحمود رياض ونبيل العربي
7 أمناء توافدوا على جامعة الدول العربية منذ إنشائها في العام 1945، وحتى العام 2016، الذي أبدى فيه الدكتور نبيل العربي، رغبته في عدم التجديد له لأمانة الجامعة، وترأس المنصب 6 مصريين وتونسيا واحدا فقط، وأعلنت مصر ترشيح وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط لمنصب الأمين العام للجامعة، ولم تعلن أي دولة عربية أخرى ترشيح أحد، ما أثار تساؤلا بشأن وجود نص أو وثيقة في لائحة الجامعة العربية، ينص على أن يكون أمينها العام مصريًا؟ أم أن لذلك أسباب أخرى.
عبدالرحمن عزام باشا الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية، وأول من دعا لإنشائها، تولى رئاستها في العام 1945 وحتى 1952، عندما استقال من المنصب، وخلفه محمد عبدالخالق حسونة، حتى العام 1972، ثم المصري محمود رياض، الذي تولاها حتى عام 1979، وتوسط الأمناء المصريين، التونسي "الشاذلي القليبي"، من العام 1979 وحتى نهاية العام 1990، ثم عادت الأمانة العامة إلى مصر مرة أخرى، بتولي الدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد من العام 1991 وحتى 2001، ثم الدكتور عمرو موسى من 2001 حتى 2011، وخلفه الدكتور نبيل العربي من 2011 حتى 2016.
وعن سبب سيطرة المصريين على المنصب، يقول السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية سابقا، إنه "عُرف" بالجامعة العربية، ولا يوجد ميثاق في أنظمة الجامعة، ينص على توحيد جنسية الأمين العام، وليس هناك نصًا يمنع غير المصريين من تولي الأمانة العامة، لكن "العُرف" منذ إنشاء الجامعة، أن يكون أمينها العام مصريًا، لأنها دولة المقر.
أما بشأن توسط التونسي "الشاذلي القليبي"، للمصريين الذين تولوا المنصب، يشير جاروش، لـ"الوطن"، إلى أن جامعة الدول العربية، انتقلت من مصر إلى تونس بعد عقد مؤتمر في بغداد على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد والمال العرب، وتقرر نقل الجامعة من مصر، بعد عقد اتفاقية "كامب ديفيد"، وعليه تقدّم "محمود رياض" باستقالته، وتقرر نقل المقر إلى تونس، وعندها أصرّ الرئيس التونسي حينها "الحبيب بورقيبة"، أن يكون الأمين العام "تونسيًا"، على غرار العُرف الذي تسير عليه تقاليد الجامعة منذ وجودها في مصر، وهدد بعدم نقل المقر إلى بلاده، إذا لم يكن الأمين منها، وذلك بعد ترشح العديد من الشخصيات العربية.
وأشار مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية سابقا، إلى أن السياسي البارز "أسعد الأسعد"، كان السبب في نقل مقر الجامعة من مصر والعودة إليها، حيث كان الأمين العام بالإنابة عقب استقالة "رياض"، لأنه وفقا للقواعد وقتها يتولى الأمانة أقدم الأمناء المساعدين سنًا، وعقب استقالة "القليبي"، هو من أشار لإعادة المقر إلى مصر مرة أخرى، وكان أيضًا الأمين العام بالإنابة لنفس السبب.
ولفت "جاروش"، إلى أن العادات والتقاليد التي تسير عليها الجامعة منذ زمن بعيد وحتى الآن، هو أن يُحسم مقعد الأمين العام في اللحظات الأخيرة، ومن الممكن أن تتغير الأمور في اللحظات الأخيرة، مستشهدا بما حدث في العام 2011، حين قرر الدكتور عمرو موسى، ترك المنصب لرغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية، ورشحت مصر الدكتور مصطفى الفقي، وبدأت تسوّق له، وسافر إلى جميع الدول العربية تقريبا لكسب تأييدها، لضرورة موافقة ثلثي الدول على المرشح كي يتولى المنصب، وقبل انتخابه بساعات ترشح الدكتور نبيل العربي وفاز، ويرجع ذلك إلى أن منصب الأمين العام يتطلب شروطًا وقرار للدول التي تجري اتصالاتها على مستوى الملوك والأمراء، حتى يتم الاستقرار على شخصية بعينها.