معدية الموت فى «عرب الصحارى»: العمر «خطوة»
أهالى «عرب الصحارى» أثناء مرورهم فوق المعدية
معدية صغيرة هى وسيلة أهالى «عرب الصحارى» للخروج منها إلى الطريق المتجه لدهشور، لا يتعدى عرضها متراً، يمر عليها الكبار والشباب وطلاب المدارس، وقع الكثيرون فى الترعة أثناء المرور فوقها، ورغم ذلك فهى مستمرة منذ 40 عاماً.
كثير من الحوادث شهدتها المعدية، أطفال وقعوا فيها أثناء مرورهم فيجتمع الشباب بسرعة، يقفزون بملابسهم فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يروى الحاج «عبدالوهاب»، وهو أكبرهم سناً، عن المآسى التى رآها بسبب هذه المعدية: «غرقى كتير، ناس وقعت فى الميه وقدرنا نلحقهم، وناس ماتت قبل ما نلحق ننقذهم». يتذكر «عبدالوهاب» عندما اجتمع أهالى المنطقة مع بعضهم منذ 40 عاماً واتفقوا حينها على بناء المعدية الخطر بأيديهم وأموالهم، قبل ذلك كانوا يسيرون بعيداً للخروج من «عرب الصحارى». يخاف الرجل السبعينى على الشباب والنساء والأطفال، ينظر إليهم أثناء مرورهم من المعدية، لم يعد يحتمل رؤية غارق، ويزداد قلقه عليهم كلما مر الزمان، فما رآه فى سنوات عمره، يُعتبر «بلاوى»، بحسب قوله.
«عبدالوهاب»: ناس كتير وقعت فى الميه وهى بتعدى.. «عبدالجواد»: الخطر الأكبر على طلاب المدارس.. «جمال»: مرة وقعت بالموتوسيكل والشباب أنقذونى
شاهد «فوزى عبدالجواد»، غرق عدد من الأطفال، حينها ينزل الشاب بملابسه لينتشل الطفل، ويزداد الخطر على الأطفال وقت المدارس، حيث يحدث زحام فوق المعدية التابعة لمنشية دهشور، فيضطر كل أب إلى أن يمسك بيد أبنائه أثناء مرورهم، وهو ما يفعله «فوزى» مع ولديه.
كان «جمال أبوسيف»، يمر بالموتوسيكل من على المعدية، فلا وسيلة مواصلات تصلح داخل «عرب الصحارى» سوى الموتوسيكل الذى يناسب حجم المعدية، منهم من يهرول بالموتوسيكل بسرعة شديدة حتى لا يشعر بالخطورة، أما «جمال» فيرفع جلبابه ويجلس على الموتوسيكل ويحركه بقدمه خطوة خطوة، الخوف واضح عليه، خاصة بعد أن انزلق به الموتوسيكل ذات مرة فى الترعة، واستطاع الشباب إنقاذه واستخراج الموتوسيكل، وهو ما لم ينسه طوال حياته. يحزن أهالى «عرب الصحارى» على أى فقيد يغرق فى مياه الترعة، فهم جميعاً على معرفة ببعضهم البعض. يحكى «محمود مرعى» كيف أنه رأى «مسنّة مريضة» لا تستطيع السير، فيضطر الأهالى إلى حملها على أكتافهم والمرور بها من فوق المعدية، كيف تعانى الحامل من المعدية، يحكى عن المواشى التى سقطت فى الترعة وسببت خسارة لأصحابها، يتذكر «محمود»، الطفل الذى مات غرقاً منذ ثلاثة أشهر، يحكى وهو ينظر للأطفال المقبلين على أراضى «عرب الصحارى»، مهرولين يلعبون لا يشعرون بالخطورة، بينما الخوف واضح عليه وفى عيون كل الكبار.