إلى كل مصرية صوتت بلا لإسقاط دستور يعصف بالحقوق والحريات ويباعد بيننا وبين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ثقى أن هذا الدستور المشوه لن يبقى طويلاً، وأن رفض قطاع شعبى واسع له نزع عنه الصفة التوافقية مهما حاول الإخوان وحلفاؤهم الترويج لغير ذلك.
إلى كل مصرية صوتت بإرادة حرة بنعم للدستور، احترام اختيارك ضرورة وواجب.
أعلم أن الربط بين نعم للدستور والاستقرار ربما أقنعكِ، وأن إيهام الإخوان وحلفائهم للرأى العام بأن نعم لدستورهم المشوه هى نعم للشريعة ولا هى رفض لها ربما أثّر عليكِ. ثقى الآن، وبعد انتهاء الاستفتاء، أن الاستقرار لا يصنعه دستور مشوه، وأن جوهر الخلاف بين نعم ولا كان وسيظل حقوقك الاقتصادية والاجتماعية وحرياتك الشخصية والمدنية وهدف بناء الديمقراطية التى نريدها جميعاً. صوتك بنعم للدستور ينبغى احترامه والامتناع عن الاستعلاء على اختيارك حتمى، فبهما مكون الصدق الوحيد فى كارثة تمرير دستور مشوه وضعته تأسيسية باطلة وفى استفتاء شهد من التجاوزات والمخالفات الممنهجة ما يبطله بالكامل.
إلى كل مصرى صوت بلا لإسقاط الدستور بحثاً عن مصر الديمقراطية والعادلة اجتماعياً، ثق أن العدد الإجمالى لأصوات «لا» تعرّض وبفعل تجاوزات ومخالفات ممنهجة لانتقاص بيّن وأثّر من ثم على نتيجة الاستفتاء. ثق أيضاً أن شرعية القبول الشعبى، ومع نسبة مشاركة حول 30 بالمائة وغياب 70 بالمائة من الهيئة الناخبة عن مراكز الاقتراع، بعيدة كل البعد عن هذا الدستور المشوه وعن الاستفتاء عليه. أنت وكل من صوت معك بلا نجحتم فى إسقاط وهم وكالة الإسلام السياسى الحصرية على صناديق الاستفتاء والانتخاب وأنهيتم الادعاء المستمر باحتكارهم للإرادة الشعبية. أؤكد لك أيضاً أن النضال من أجل إسقاط الدستور ومقاومة كل ما سيترتب عليه من تداعيات مستمر وبكافة الوسائل السلمية والديمقراطية.
إلى كل مصرى صوّت بإرادة حرة موافقاً على الدستور، أحترم اختيارك. فقط أدعوك لأن تدرك أن موافقتك لا تلغى القطاع الشعبى الواسع الرافض للدستور وأن الأغلبية التى حصلت عليها «نعم» وثيقة الارتباط بالتجاوزات والمخالفات الممنهجة التى شهدها استفتاء الدستور. أدعوك أيضاً أن تثق أن نصاً دستورياً يعصف بحقوقنا وحرياتنا ولا يبنى الديمقراطية يظل بعيداً عن الشرعية حتى حين تدبّر له أغلبية فى استفتاء شعبى، فالشعوب حين تريد الديمقراطية لا تُستفتى على حقوقها وحرياتها. معارضة الدستور موقف مبدئى ولا مصالح شخصية أو حزبية خلفه، ثق فى هذا، وثق أن وراء الموقف الرافض قطاع واسع من المواطنات والمواطنين هم شركاء معك فى الوطن ويعشقون ترابه مثلك تماماً.
لكم جميعاً، مصر الديمقراطية والعادلة اجتماعياً والحامية لحقوقنا وحرياتنا دون تمييز قادمة ولا محالة. لا تتنازلوا عن الحلم.