خبير في إدارة الأزمات: هيئة "السكة الحديد" أصبحت "هيئة الكوارث"
"حادثة قطارعلى مزلقان".. كيف يمكن لشعب ألا يعتاد هذه الكلمة بعد أن تكررت على مسامعه من وسائل الإعلام ثلاث مرات في أقل من شهرين، في حادث قطار الفيوم السبت 10 نوفمبر، والذي أسفر عن مقتل 4 وإصابة العشرات، وتم التحقيق مع سائق القطار وملاحظ البلوكات فقط، وبعد أقل من 10 أيام، وفي يوم 18 نوفمبر تطل علينا حوادث القطارات بكارثة قطار أسيوط، الذي أودي بحياة 54 شهيدا بينهم 50 طفل، استقال على أثرها وزير النقل. وقبل نهاية شهر ديسمبر، في قرية "شبشير الحصه" بطنطا محافظة الغربية، حادثة "مزلقان جديدة أدت إلى إصابة 8 أشخاص، بينهم 4 في حاله خطرة، وكان الرد الطبيعي لأهالي مصابي حادث قطار طنطا: "ليه متعلمناش من مجزرة قطر أسيوط؟".
يرى دكتور جمال حواش خبير إدارة الأزمات والكوارث، أن هيئة السكة الحديد أصبحت "هيئة الكوارث"، موضح أن الحكومة "تتعامل مع الكوارث والأزمات بأسلوب ارتجالي، وتكتفي بوضع مسكنات لامتصاص الغضب الشعبي".
يقول حواش، لـ" الوطن"، "إقالة المسؤولين والتحقيق مع عمال المزلقانات وملاحظي البلوكات ما هي إلا مسكنات لامتصاص الغضب الشعبي، وكان الأهم هو التخطيط لعدم تكرار الحادث، مضيفاً " لا يتم معالجة الأزمات في مصر بالأسلوب العلمي، ولكن يتم معالجتها بالأسلوب الارتجالي لامتصاص غضب الشعب".
ويؤكد حواش، أن الحكومة "تتعامل مع الأزمات بنظرة مقتصرة على إقالة أحد المسؤولين، أو محاكمة العامل، ولا يتم العمل على عدم تكرار الكارثة"، متوقعا تكرار حوادث القطارات بشكل مستمر، مشيرا إلى "ضرورة أن تضع الحكومة خطه لإدارة أزمات القطارات"، مضيفاً "إدارة الأزمات تعمل على عدم حدوث الكارثة وإذا حدثت تعمل على عدم تكرارها وتقليل خسائرها".
وأكد حواش أنه "كان ينبغي على الحكومة تعلم الدرس، وعدم تكرار حوادث مزلقانات القطارات، وذلك عن طريق دعم خطة لتحديث جميع مزلقانات القطارات على مستوى الجمهورية، ووضع ميزانية لها"، متسائلاً "هل قام رئيس الوزراء بوضع خطة واعتمد ميزانية لمعالجة المزلقانات وتحديثهما بعد كارثة أسيوط؟".