"نصار" في حواره لـ"الوطن": لا ندعم طالبا غير مستحق.. ولا نستقبل شخصيات حزبية
جابر نصار
قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن السمة المميزة الآن للجامعة هى الانضباط عبر تطبيق «سيف القانون» على الجميع، مؤكداً أن «حالة الترهل» لم تعد موجودة، وأن من يقول إن الجامعة تركت التعليم وتفرغت «لمنع النقاب» فهو كاذب.
وأضاف «نصار»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه ليس ضد النقاب كما أشيع، معتبراً النقاب «عادة بدوية» قادمة من الصحراء، وأن بعض القبائل حتى الرجال يتلثمون وقاية من الشمس والرمال والأتربة، مشدداً على أنه ليس فى الجامعة نساء «كاسيات عاريات» ضمن أعضاء هيئة التدريس كما يدعى البعض، بل هناك «زى جامعى».. وإلى نص الحوار:
وماذا عن الحالة الاقتصادية؟
- مصر وصلت إلى هذ الحالة نتيجة لتراكمات أكثر من 60 لـ70 عاماً أصيبت خلالها بوضع اقتصادى بالغ السوء، وهناك ملفات ليس لديك خيار فى أن تفتحها مثل ملف الدعم، الدولة ليس لديها القدرة على الاستمرار فى هذا الدعم، لك أن تتخيل كلمة أن الدعم لا يصل إلى مستحقيه ولكن تحت عنوانها تهدر مئات الملايين من الجنيهات كل يوم، لك أن تتصور أن أى سفارة لدولة أجنبية فى مصر عندما تضع فى خزان وقود إحدى سياراتها 100 لتر بنزين تدعمها الحكومة والشعب المصرى بـ500 جنيه لأن لتر البنزين يتم دعمه بـ5 جنيهات، فى حين أن المواطن الفقير لا يملك سيارة لذلك لا يصل له هذا الدعم، إذاً فهناك أوضاع معكوسة.
وأعتقد أن هناك مشكلة فى ثقافة الشعب المصرى عندما تقترب من ملف الدعم ينتفض الناس، والدولة تنفق على دعم الطاقة ما لا يقل عن 250 مليار جنيه لا يمكن أن يكون عُشر هذا المبلغ يذهب لمستحقيه، لو كان الرئيس الراحل أنور السادات نجح فى السبعينات أن يمرر قرارات إلغاء الدعم لكانت مصر الآن قد سبقت كوريا، وفشل «السادات» فى هذا الملف أدى إلى هذه التراكمات، فكيف ستقيم صناعة واستثمارات وتصرف على التعليم ولديك «بلاعة» تأخذ موارد الدولة وتصب فى جيوب من لا يستحق؟! ولذلك قدرة هذا النظام فى استخدام شعبية الرئيس للمرور بمناقشة هذه الملفات مهمة ويجب تشجيعها مع الأخذ فى الاعتبار وجود إجراءات حمائية للطبقات الفقيرة والأقل فقراً، وقد طبقنا هذا النظام على مستوى جامعة القاهرة، نحن لا ندعم طالباً لا يستحق الدعم.
■ كيف تم تطبيقه فى جامعة القاهرة؟
- أستطيع أن أوجد حلولاً لمسألة دعم مجانية التعليم، وليس معنى المجانية أن نعلم كل الناس مجاناً ولكن معناها أن تكفل لغير القادر تعليماً جيداً وبكرامة، أما القادر فيجب أن يدفع تكلفة تعليمه، فلا يمكن أن نساوى بين شخص دخله 1000 جنيه وآخر راتبه 50 ألف جنيه، وبدأت بعمل إحصائية فى 6 كليات هى: الطب والصيدلة والأسنان والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام، اكتشفت أن نسبة بين 35% إلى 45% تعلموا فى مدارس خاصة ودولية ومدارس IG وفى بعض الكليات تصل 60% وأقل رسوم دراسية دفعوها 50 ألف جنيه، وعندما يأتون إلى جامعة القاهرة يتعلمون الطب والهندسة والصيدلة بـ165 جنيهاً فى العام، إن هذا أمر غير معقول أو مقبول، فكيف تطالبنى أن أعلم طالباً والده دخله 100 ألف جنيه فى الشهر وكان يصرف كل هذه الأموال فى المدرسة
وإذا منحنى القانون إمكانية أن نحدد المجانية بمعايير فمثلاً من يدفع فى الجامعات الخاصة 100 ألف جنيه فى العام سنحصل فقط منه على 20 ألف جنيه، لأنه عندما يأتى الطالب ليتعلم فى قصر العينى بـ165 جنيهاً لن يتعلم جيداً ويخرج يدفع 10 آلاف جنيه فى المركز الموجود أمام قصر العينى فإن هذا ازدواج، وإذا قمنا بذلك سوف نطور التعليم من خلال بناء منشآت ومعامل ويكون التعليم جيداً كما كان لأن المركز التعليمى لا يعلمه ويختزل عقله، لدينا أفكار أصبحت كالأصنام لأنه عندما نتحدث عن المجانية يقولون لك إنه لا مساس بها، ولكن لا بد أن تكون المجانية لمن يستحقها والإقرار الضريبى من ضمن معايير تحديد المجانية.
■ ولكن هناك ائتلافاً مثل «دعم مصر» وهو مؤيد للنظام؟
- من الممكن أن يكون هناك توحيد فى الرؤية بين بعض الأعضاء والدولة، وفكرة وجود ائتلاف «دعم مصر» أمر صحى لا توجد بها أى مشكلة، ومن منظورى الشخصى أن الحكم على أداء مجلس النواب ما زال سابقاً لأوانه، فقد تم إنجاز هذا الاستحقاق فى ظل هذه الظروف، ويجب أن نكون سعداء بالتجربة، وعلينا أن نعطى للبرلمان الفرصة حتى يستطيع إثبات نفسه، ويحقق نجاحاً، فنجاح البرلمان هو نجاح للدولة المصرية وليس للبرلمان فقط، وفى تصورى أن المجلس سوف يمارس سلطاته الرقابية والتشريعية بكثير من المهنية والاحترافية.
■ هل يمكن استضافة الدكتور عصام حجى على سبيل المثال؟
- لا يوجد لدينا أى مشكلة مع استضافة «حجى»، ولكن استضافة الشخصيات يعود إلى الموسم الثقافى للجامعة، ولا توجد خطوط حمراء لدينا فى استقبال الشخصيات بالجامعة، ولكن الذى يفرض علينا اختيار الشخصية هو طبيعة الموسم الثقافى ورغبات الطلاب فى كثير من الأحيان، فعلى سبيل المثال، العام الماضى استضافت الجامعة الشاعر فاروق جويدة، وبعد ذلك كانت هناك رغبة كبيرة من الطلاب لاستقباله مرة أخرى، فهناك العديد من الفعاليات المتنوعة، وهناك فارق بين الموسم الثقافى للجامعة وهو ما يكون شاملاً وجامعاً، وبين الموسم الثقافى لكل كلية على حدة.
■ وماذا عن استقبال الشخصيات السياسية فى الجامعة؟
- لا مانع فى استقبال الشخصيات السياسية، ولكن نظامنا لا يقبل استقبال شخصيات حزبية، ورؤية الموسم الثقافى فى الجامعة هذا العام هى الابتعاد عن السياسة، نحن نحاول الابتعاد عن السياسة لأن الناس «زهقت» من السياسة، ولم تعد تتقبل أن «حد يكلمها فى السياسة، تشبعنا سياسة».