كلما شاهدت الأهلى فى اليابان ورغم هزيمتيه أمام كورينثيانز البرازيلى ومونتيرى المكسيكى وتراجعه للمركز الرابع مما يعد تراجعا فى ترتيبه بعدما حصل سابقا على برونزية نفس البطولة عام 2006 تذكرت مقولة الإمام الشافعى «ولا ترجُ السماحة من بخيل.. فما فى النار للظمآن ماء»، وأدركت أن الأهلى أبدا لم يكن بخيلا مع جماهيره فهو لا يخرج من مباراة بلا مكاسب حتى إن تمثلت فى أداء جيد واحترام الجميع ولا يترك موسما بلا حمص «البطولات»، والدليل أن الأهلى فى آخر 35 سنة ومنذ عام 1974 لم يفوّت موسماً دون بطولة يسعد بها جماهيره؛ فإن خسر الدورى فاز بالكأس وإن فقد الاثنين عوّض ببطولة عربية أو أفريقية، كما أنه يحتل المركز الثانى عالميا فى أكثر الفرق حصولا على البطولات خلف سلتيك الأسكتلندى وبفارق 6 بطولات فقط كان الأهلى كفيلا بتقريب الفارق لولا توقف النشاط الكروى فى مصر فى آخر موسمين؛ فالنادى الأسكتلندى حصد 123 بطولة، فيما وصل رصيد الأهلى إلى 117 بطولة.
«فاقد الشىء لا يعطيه» ومن حق جماهير الأندية الأخرى فى مصر وفى الوطن العربى وشمال أفريقيا أن تحزن لحال فرقها وأن تحسد جماهير الأهلى على فريقها وتحسد الأهلى على جماهيره؛ فكل منهما أسهم فى إسعاد الآخر والوصول به لدرجة معتادة من النشوة والرضا، لكن لا أحد يتعلم.
على أعضاء مجلس إدارة الزمالك ألا يضعوا رؤوسهم فى الرمال؛ لأن الفريق يمتلك فنيا من المقومات ما يضاهى الأهلى على مدار تاريخه إن لم يتجاوز فى فترات عديدة، ويبقى الاختلاف الوحيد فى طريقة الإدارة واستغلال الإمكانات وتطويعها بـ«حب» لصالح النادى؛ لذا فالأمر يحتاج إلى قرار توقعته من كل مجلس إدارة جلس على عرش هذا النادى العريق بأن يضع سياسة يطبقها دون النظر فى أسماء أو وجوه الأشخاص، حتى إن تطلب الأمر تسريح فريق أو الاستغناء عن لاعبين نجوم، خصوصا أن الفرصة سانحة فى ظل توقف النشاط لإعادة بناء فريق جديد، كما أن جمهور النادى لن ينزعج وأزعم أنه سيقف مساندا للإدارة طالما كان الأمر فى صالح النادى وينهى بهم سنوات من المرار ويعيد الفريق لحصد البطولات، وتجربة حسام حسن رغم تحفظى على بعض سلبياتها أثبتت ذلك؛ بدليل أن الزمالك ظل منافسا قويا ومرشحا أقوى للفوز بأصعب بطولة دورى؛ لأن العميد ببساطة طبق سياسة القوات المسلحة فى الحزم وأعاد للاعبين حقوقهم وصعّد لاعبين صغارا هددوا مكانة الكبار ووقف قويا فى وجه إدارة اعتادت التدخل سلبا فى شئون الفريق فاحتمى بالرأى العام الزملكاوى وأعاد الزمالك لمكانة يستحقها ويستحق أن يوجد فيها طويلا.