خطف ابن صاحب الورشة وقتله فى المقابر واتصل بوالده وطلب 150 ألف جنيه فدية: «معلهش.. قتلته بدرى بدرى»
الطفل المجنى عليه
لم يحمل «أمين»، 19 سنة، خراط، سوى كل نقيض من صفات اسمه، سرقة وخيانة ثم خطف.. لم يتوقف الشاب العشرينى، ابن قرية العدلية فى الشرقية، عند هذا الحد، بل واصل جرائمه لينهى مسيرته بالقتل كى ينتقم من مالك ورشة خراطة وشقيقه لطردهما له من العمل بعد ارتكابه 3 وقائع سرقة.. قاده تفكيره لاختطاف نجل أحدهما وقتله، وأخذ يخطط لارتكاب جريمته ويراقب منزل الضحية 4 أيام حتى تمكن من اختطافه وقتله خلال نصف ساعة، ثم اتصل بعمه يطلب فدية 150 ألف جنيه لإطلاق سراحه، لكن تم القبض عليه واعترف بجريمته، وقال إنه قتل الضحية بعد اختطافه مباشرة، وقال لضابط المباحث ساخراً: «معلش يا باشا.. قتلته بدرى بدرى».
الأهالى أمسكوا بالمتهم وسلموه للشرطة واعترف بعد استجواب 5 ساعات
فى قرية العدلية، مسقط رأس الطفل المجنى عليه، التقت «الوطن» أسرة القتيل.. قال والده إبراهيم محمد صقر: المتهم كان شغال فى ورشة شقيقى للخراطة وارتكب 3 سرقات من الورشة، ففى المرتين الأولى والثانية قام بسرقة خامات ومعدات، وعندما ذهب لبيعها لبعض الأشخاص أخبرونا بأنه عرض عليهم شراء خامات من الورشة فأخبرنا والده بما حدث وتعهّد والده بألا يكرر المتهم ما فعله، وسامحناه فى المرتين حرصاً على مستقبله.
فى المرة الثالثة أخويا وضع مبلغ مالى بأحد الأدراج فى الورشة، وكان المتهم موجوداً بصحبة نجل شقيقى اللى راح يصلى العصر فى مسجد قريب وترك المتهم بمفرده بها، وعند عودة شقيقى اكتشف سرقة مبلغ 1700 جنيه من المبلغ الذى تركه، فبدأ يبحث عن النقود ولم يجدها وسأل نجله والمتهم فأخبره نجله بأنه ترك الورشة وذهب للصلاة ولم ير أى أموال، فيما نفى المتهم أنه أخذ أى أموال أو توجه ناحية المكان المحفوظة به من الأساس. وتابع: «الشكوك كانت تحيط بالمتهم بعد ارتكابه واقعتَى السرقة السابقتين، فاستدعينا والده كعادتنا وأخبرناه بما حدث فأخذ نجله بعيداً عنا ثم عاد وطلب منا أن نسمح لنجله وشقيقه بأن يعملا فى الورشة حتى يسددا المبلغ بعد أن أخبره نجله بأنه سرق المبلغ ولن يستطيع إعادته، فوافقنا على أن يعمل لدينا وشقيقه حتى يسددا المبلغ».
والد القتيل: «سِبنا المتهم للشرطة ودوّرنا على ابنى ولقيناه جثة فى غرفة جنب المقابر وجنبه ميه وعصير»
واستطرد قائلاً: «عمل المتهم وشقيقه بالورشة عدة أسابيع حتى سددا المبلغ وتم منحهما 150 باقى أجرة عملهما وإنهاء عملهما بالورشة».
وأضاف: «بعد تركه العمل كان يتردد ناحية منزلنا، خاصة خلال الأيام التى سبقت ارتكابه الواقعة دون أن نعرف سبب ذلك، ولم نتخيل أنه يخطط لجريمته، خاصة أننا كنا نعطف عليه ونعامله مثل أبنائنا»، مشيراً إلى أنه فى يوم الحادث كان نجله انتهى من حصة الدرس الخصوصى وعاد للمنزل ثم ترك حقيبته وتوجه للشارع مرة أخرى فقام المتهم باستدراجه بعد إعطائه الشيكولاتة والحلوى وتوجه به ناحية كوبرى العدلية ومنه إلى غرفة على شط النهر بجوار المقابر.
وتابع: «اختطفه الساعة الثامنة مساء، وفى التاسعة إلا الربع فوجئنا بتلقى شقيقى مكالمة هاتفية من المتهم يطلب منه 150 ألف جنيه فدية لإطلاق سراح الطفل وأن يتم تجهيز المبلغ المطلوب خلال نصف ساعة، ثم أرسل رسالة مضمونها: لا تحاول الاتصال بى وجهز الفلوس.. تم جمع المبلغ من أفراد العائلة وتوجه شقيقى لإبلاغ عمدة القرية عما حدث وما يساوره من شك بأن المتهم هو مرتكب الواقعة. وأثناء ذلك تصادف مرور والد المتهم، وسأله شقيقى عن نجله فرد قائلاً إن نجله نائم بالمنزل، ثم فوجئ شقيقى والعمدة وعدد من الأهالى بقدوم المتهم يسير ناحية النهر حافى القدمين وملابسه متسخة. وعندما تعالت أصوات الأهالى بالنداء عليه لم يرد عليهم وسارع بالجرى فلاحقه الأهالى وتحفظوا عليه حتى تم تسليمه لقوات شرطة مركز بلبيس واصطحبوه لديوان المركز.
القاتل كان بيشتغل معانا.. وقبل الجريمة كان بيقف عند بيتنا كتير
ظل المتهم من الساعة التاسعة والنصف مساء حتى الساعة الثانية والنصف صباحاً بالمركز دون أن يعترف بأى شىء ثم أخبر المباحث بأنه اختطف الطفل بالفعل وأنه سيرشدهم عن مكانه. وعندما اصطحبته القوات توجهوا لمقابر قرية العدلية التى تقع بالقرب من الغرفة التى اختطف فيها ابنى وقتله، وضللهم بعد ذلك، حيث أخبرهم بأن أحد الأشخاص أخذ الطفل وتوجّه به لمدينة العاشر من رمضان. وبالفعل توجهوا لمدينة العاشر، ثم أخبرهم المتهم بأنه لا يعلم مكانه.
الأتربة التى كانت تغطى ملابس المتهم جعلتنا نفكر بأنه لم يأخذ ابنى لمكان بعيد، فتوجهنا لمقابر العدلية وبحثنا بكافة أرجائها إلى أن وصلنا للغرفة القريبة من المقابر ووجدنا ابنى ملقى على الأرض جثة هامدة مصاباً بجرح فى الرأس وبجواره سلاح أبيض وحبل وكيس بلاستيك بداخله شيبسى وعصائر وبسكويت، وحضرت الشرطة وتم نقل الجثة لمستشفى الأحرار حتى تسلمناها عقب تصريح النيابة بالدفن».
اللواء حسن سيف، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من اللواء هشام خطاب، مدير مباحث المديرية، يفيد تلقّى مركز شرطة بلبيس بلاغاً من «حسين إبراهيم صقر» (35 عاماً - خراط) ومقيم بـ«العدلية» فى مركز بلبيس، بغياب نجل شقيقه «حسن إبراهيم إبراهيم صقر» (9 أعوام) وهو طالب بالصف الرابع الابتدائى وعدم عودته لمنزل أسرته منذ مغادرته واشتباهه فى قيام مجهولين بخطفه، حيث ورد اتصال هاتفى ورسالة على هاتفه المحمول تتضمن طلب فدية مالية قدرها 150 ألف جنيه مقابل إعادة نجل شقيقه.
تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد أحمد عبدالعزيز، رئيس مباحث المديرية، لكشف غموض الواقعة، ضم ضباط مباحث مركز شرطة بلبيس برئاسة الرائد محمد غيث رئيس المباحث. وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة «أمين. أ. أ» (19 عاماً - خرّاط) ومقيم بقرية «العدلية»، وتم ضبطه وبمواجهته اعترف باستدراج المجنى عليه إلى منطقة المقابر والتعدى عليه بضربه بحجر على رأسه وإصابته بسلاح أبيض «كتر» كان بحوزته، ما أدى إلى وفاته، انتقاماً من والده وعمه لقيامهما بطرده من الورشة التى كان يعمل بها وتشويه سمعته.