دفتر الذكريات المؤلمة: بين انتهاء الدراسة الجامعية وفراق الأحباب.. والحل: «ماتبعدش عن اللمة»
«رنا» فى صورة تذكارية لها داخل الجامع
من منا لم يجلس مع نفسه بعد انقضاء يومه ليتذكر أحداث اليوم بكل ما فيها من مواقف مؤلمة أو سعيدة، فهناك دراسات أمريكية أكدت أن أغلب ما يسيطر على ذهن الفرد، خاصة ليلاً، غالباً ما تكون الذكريات المؤلمة ليست فقط التى مرت على مدار اليوم بل وما حدث فى الماضى ولكن ترك أثراً كبيراً إلى الوقت الحالى، ولكن فى الوقت نفسه هناك خطوات نصح بها الخبراء من شأنها تغيير النظر بشكل مأساوى إلى الذاكرة خاصة إذا تعددت الأحداث بها.
مهند علاء (22 سنة) قال إن أكثر الذكريات المؤلمة التى يتذكرها دائماً وفاة جدته ووالده: «مقدرتش أنسى ومفيش حد يقدر ينسى حاجة كانت سبب ضحكته مهما أعمل برضو بتبقى موجودة فى ركن فى القلب ولما بنعمل حاجة حلوة بافتكرهم».
أما رنا رجب (23 سنة)، التى لم تستوعب حتى الآن تخرجها فى الكلية وفراقها لأصدقائها، فتقول: «آخر يوم فى الكلية كان أكتر موقف مؤلم عشته فى حياتى الكل كان فرحان وأنا كنت بافكر إنه إزاى مش هاجى المكان دا تانى كل ذكرياتى الحلوة اتحفرت فى كل ركن من أركان الكلية وفجأة اتخرجت وبقى لازم أتحمل مسئولية إنى مبقيتش طالبة، سنين الكلية دول أحلى حاجة حصلت لى يمكن لما تيجى ذكرى أحلى يقل شوقى ليها». «نعمة ربنا علينا النسيان».. هذا ما رأته آية أحمد (21 سنة)، التى تذكرت إحدى ذكرياتها المؤلمة حينما مرضت بأحد الأمراض الصعبة، وأضافت: «ساعتها كنت فى الثانوية العامة ورُحت لدكاترة كتير وكان فيه واحد فكرنى باتدلع علشان الامتحانات، اتعامل معايا بسخافة لدرجة إنى كنت باعيط كل ما أروح المستشفى وأفتكر كلامه».
وشاركتهم فى الحديث سارة حورية (27 سنة)، وقالت إن فراق البلد التى ولدت وعاشت فيها هى أكثر اللحظات الصعبة التى دائماً تتذكرها: «أصعب وداع كان وداع المكان اللى عشت فيه ذكرياتك كلها متجسدة فيه، وجريت على أرضه»، وأضافت أنها حينما تتذكر بعض اللحظات التى عاشتها هناك تتمنى أن تدفع نصف عمرها وتذهب مرة أخرى إلى هناك، وأشارت إلى أنها لم تُرِد أن تتخلى عن ذكرياتها هناك «اللى ميشيلش جميل البلد اللى ادت له كل حاجة عمره ما يكون فيه خير». من جانبه قال الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ علم النفس، إن نسيان الذكريات المؤلمة يعتمد على طبيعة الشخص والمرحلة العمرية، بالإضافة إلى حجم الألم الذى تسبب للشخص والنتائج التى ترتبت على هذا الألم.
وأضاف: «إن الذكريات المؤلمة متعددة منها فقدان شخص عزيز، وفى هذه الحالة ننصح بضرورة دخول الشخص فى علاقات جديدة والانشغال فى بعض الأعمال، ويبتعد عن الجلوس منفرداً مع نفسه». وأضاف أيضاً أن الأماكن من الممكن أن تحمل الذكريات المؤلمة، ورأى الذهاب إلى مكان جديد أو الذهاب لنفس المكان ومحاولة فعل ذكريات جديدة تحمل المعانى الحسنة. وأشار إلى أن نسيان الذكريات يعتمد أيضاً على تفكير الشخص العقلانى أو العاطفى، ورأى أنه كلما تعامل الشخص مع الموقف بعقلانية وتقدير الحجم المناسب للألم والسيطرة على الموقف والانفعالات، كل ذلك يؤدى إلى تخفيف الذكريات المؤلمة.
وتابع حديثه: كلما كان الشخص فى حالة النضج النفسى والعقلانى يستطيع تجاوز المحن، عكس المراهقين أقل من سن 21 عاماً فهم الأكثر تأثراً بالذكريات المؤلمة، ولذلك يجب أن يذهبوا إلى الأماكن الجديدة والانشغال التام للتخفيف.