قذيفة أطلقت من 6 كيلو فجَّرت كمين الصفا.. والإرهابيون منعوا «الإسعاف» من الوصول
11:07 ص | الإثنين 21 مارس 2016
شهداء كمين الصفا فى مدينة العريش
كشفت مصادر أمنية لـ«الوطن» عن تفاصيل الهجوم الإرهابى على كمين الصفا فى مدينة العريش، مساء أمس الأول، والذى أسفر عن استشهاد قوة الكمين بالكامل، والمكونة من 14 ضابطاً ومجنداً، مؤكدة أن «العناصر الإرهابية هاجمت الكمين بقذيفة هاون فى تمام الساعة الخامسة والنصف مساء، من منطقة السبيل أو المسلك الصحراوية المجاورة للكمين، ثم تحركت مجموعة مسلحة باتجاه القوة، وأطلقت عليها رصاص البنادق الآلية، قبل أن تفر هاربة».
معاينة النيابة: المسلحون اقتحموا الكمين الواقع على «تبة» مرتفعة ثم لاذوا بالفرار.. و «عبدالكريم»: لا صحة لاستخدام سيارة مفخخة
من جهته، نفى مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات، اللواء أبوبكر عبدالكريم، ما تردد عن تعرض الكمين لهجوم بسيارة مفخخة أو قتل قوات الأمن لأى من المهاجمين، مؤكداً فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «الهجوم على الكمين غادر، ويمكن أن يحدث فى أى وقت، لأن الإرهابيين أطلقوا قذائف الهاون على الكمين من مناطق جبلية تبعد نحو 6 كيلومترات عن موقعه».
كانت مصادر رفيعة المستوى فى شمال سيناء، أكدت لـ«الوطن» أن «الإرهابيين هاجموا الكمين بسيارة مفخخة يقودها انتحارى، قبل إطلاق عدة قذائف هاون وآر بى جى على القوات، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء»، مشيرة إلى أن «مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم بيت المقدس شنت هجوماً شاملاً على قوات الأمن، التى اشتبكت مع المهاجمين حتى مسافات بعيدة من الكمين، الذى خلا تماماً من أى وجود للقوات، ما منح العناصر الإرهابية فرصة السطو على المعدات والأسلحة والذخائر».
وأوضحت أن الشهداء هم النقيب محمود منير محمود، 32 عاماً، من مدينة فاقوس بالشرقية، والنقيب محمد عمر البدرى، 32 عاماً، من المنوفية، والملازم أول محمد إبراهيم، 27 عاماً، من العريش، والعريف سعد عبدالجواد، 30 عاماً، والمجندان يوسف أمير فؤاد، 21 عاماً، من المنوفية، ومحمد طه حسين، 21 عاماً، من الإسماعيلية، وحسن أبوغنيمة، 21 عاماً، من بنى سويف، وبسام هنداوى، 21 عاماً، من الإسماعيلية، وياسر ممدوح، 21 عاماً، من بورسعيد، ومصطفى محمد على، 21 عاماً، من السويس، وإبراهيم عبدالغنى، 20 عاماً، من القليوبية، وأحمد سعيد، 21 عاماً، من أسيوط، ومحمود إبراهيم، 20 عاماً، من الجيزة.
وقالت مصادر أمنية إن «كمين الصفا هو الأول على الطريق الدائرى فى العريش، بين 5 أكمنة أقيمت منذ شهرين لحماية قوات الأمن من الهجمات الإرهابية، بعد تكرار عمليات تفخيخ الطريق»، مشيرة إلى أن «الكمين يضم ضباطاً نظاميين وآخرين تابعين للأمن المركزى، والمباحث الجنائية، بالإضافة لمجندين».
وأوضحت: «عقب وقوع العملية الإرهابية، انتقلت قيادات من الداخلية إلى الكمين، على رأسها مدير أمن شمال سيناء ومدير المباحث الجنائية، ومفتش الأمن العام، كما تابع اللواءان السيد جاد الحق، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وجمال عبدالبارى، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية فى الوزارة، الأحداث، وأمر الأخير بتشكيل فريق بحث من الأمن الوطنى والأمن العام والبحث الجنائى، بالتنسيق مع القوات المسلحة، لمطاردة العناصر الإرهابية».
وأضافت: «فرضت القوات كردوناً أمنياً حول الكمين، وأغلقت الطريق الدولى، كما أطلقت جميع الأكمنة الثابتة الرصاص احترازياً، وسط حالة من الذعر بين المواطنين، فيما واصلت القوات المسلحة والشرطة جهود ضبط الجناة».
وقال شهود عيان من أهالى حى الصفا، إنهم سمعوا دوىّ انفجار هائل قرب الكمين، تبعته انفجارات متتالية، ثم طلقات نارية متتالية جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمسلحين، كما أشاروا إلى استشهاد عدد من أفراد الأمن فى مناطق بعيدة عن موقع الكمين، ومشاهدتهم لعدد من العناصر الإرهابية أثناء نقل معدات وأسلحة الكمين، لمدة تزيد على الـ30 دقيقة.
وأشار أحد شهود العيان إلى منع العناصر الإرهابية لسيارات الإسعاف من الوصول إلى الموقع، بعدما أطلق عدد منها الرصاص على السيارات، ما اضطرها إلى التراجع، وظلت منتظرة لما يقرب من 45 دقيقة كاملة، حتى وصول مروحية أباتشى، التى دفعت الإرهابيين إلى الهروب، حيث وصلت السيارات لنقل المصابين إلى المستشفى، إلا أنها فوجئت بأن معظم أفراد الكمين استشهدوا، فتم نقل الجثامين إلى مستشفى العريش العسكرى.
وأضاف: «بعد ساعة بدأت إمدادات وقوات إضافية تصل إلى الكمين، مع إغلاق الطريق الدائرى، والطريق الدولى بين العريش والقنطرة شرق، لكن بعد أن تمكنت العناصر الإرهابية من الهرب»، مشيراً إلى أن «ما شاهدناه بعيوننا يؤكد أن العناصر الإرهابية المنفذة للهجوم مدربة على أعلى مستوى قتالى».
وعاين فريق من النيابة العامة فى العريش موقع الحادث، واستمع إلى شهود العيان، كما حصل على عينات من موقع التفجير، لعرضها على المعمل الجنائى، للتأكد من مصدر التفجير، وبحسب مصادر قضائية، فإن «النيابة ناظرت جثامين الشهداء، وكشفت التحقيقات الأولية عن وجود آثار موجات انفجارية كبيرة، وفوارغ طلقات نارية».
وأشارت إلى أن «مناظرة الجثامين بأنهم أصيبوا بشظايا وحروق من درجات متفاوتة، كما أمرت النيابة بتسليم الجثامين لأسرهم، وانتدبت المعمل الجنائى وخبراء المفرقعات لتحديد الوسائل المستخدمة فى الهجوم، ونوع الأسلحة والطلقات التى استخدمها الإرهابيون ضد أفراد الكمين، وكلفت الأجهزة الأمنية بإجراء تحرياتها حول الحادث لتحديد هوية المنفذين».
وأضافت أن «التحقيقات الأولية كشفت أن الكمين الذى تعرض للهجوم يقع فى تبة مرتفعة، كما أنه يحظى بتشديدات أمنية، نظراً لتكرار عمليات استهداف الأكمنة فى المنطقة المحيطة به»، لافتة إلى أن «التحقيقات أفادت بأن الكمين تعرض للاقتحام من جانب الإرهابيين، الذين أطلقوا النيران بكثافة على أفراده، ثم لاذوا بالفرار، ومنعوا سيارات الإسعاف من الاقتراب من الموقع».
واستنفرت أجهزة الأمن فى جنوب سيناء قواتها، بدءًا من نفق الشهيد أحمد حمدى غرباً، وصولاً إلى مدينة طابا شرقاً، شملت انتشار قوات خاصة بطول طريقى طابا - النقب الدولى، والنفق - شرم الشيخ، بالإضافة لنشر دوريات على الطرق السريعة، خشية تسلل عناصر تخريبية لتنفيذ أعمال إرهابية ضد السائحين.
وشهدت الأكمنة الأمنية من عيون موسى إلى طابا إجراءات أمنية مشددة لضبط العناصر الإرهابية، شملت فحص هوية المشتبه فيهم، وتفتيش السيارات بأجهزة الكشف عن المتفجرات، كما انتشرت الأكمنة الثابتة والمتحركة بطول الطرق المؤدية إلى المدن السياحية، طابا، ونويبع، ودهب، وشرم الشيخ، خاصة المدقات الجبلية، وشددت أجهزة الأمن وجودها على جميع المعابر بين سيناء ومحافظات القناة الثلاث، مع استمرار الاستعدادات لاستضافة شرم الشيخ الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، خلال الفترة بين 22 و25 مارس الحالى، بمشاركة 27 دولة عربية وأفريقية، ووفود عدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.