أهالى أبو قير يحذرون: الاشتباكات لن تكون الأخيرة وثورتنا قادمة
لم تكن حرب الشوارع التى شهدتها منطقة أبوقير، وحصار الأهالى لمقر شركة الأسمدة والاشتباكات مع قوات الأمن التى نتج عنها عشرات الإصابات، هى الواقعة الأولى، ولن تكون الأخيرة.
«ليس من المنطق أن تكون الزرعة مزروعة على أرضنا ونحن من نحرسها ونرعاها، ويأتى واحد من خارج الأرض ليقطفها ويأكل من خيرها»، هذا هو المنطق الذى يفكر به أهالى وشباب منطقة أبوقير الأكثر فقراً وبطالة فى الإسكندرية، حاصروا من قبل شركة الكهرباء والآن يحاصرون شركة أبوقير للأسمدة.
أهالى وسكان «الطابية» يؤكدون أنهم شبعوا من وعود شركة «أبوقير للأسمدة» الكثيرة، بتعيين أبناء المنطقة عمالاً وموظفين، ولن يسمعوا لهذه الوعود مرة أخرى.
يقول الشيخ على حامد، أحد شيوخ المنطقة لـ«الوطن» والمنوط به من قِبل الأهالى التفاوض مع إدارة شركة الكهرباء، ومن بعدها شركة أبوقير للأسمدة: «ما حدث ثورة على تعنت المسئولين فى تعيين أبناء أبوقير فى هذه الشركات، وتوزيع خيرها وأرباحها على أبناء المحافظات الأخرى البعيدة بالرغم من أن من يحرسها هو أول من يتضرر منها، وهم أبناء المنطقة».
وأضاف: «كافة أهالى منطقة حوض «9» مصابون بأمرض الكبد بسبب الغازات والعوادم الصادرة من شركة أبوقير للأسمدة، والشركة كل شهر توزع ما يقرب من 7 آلاف جنيه على الأهالى فى محاولة لإسكاتهم، بعدما رفعوا قضايا على الشركة بسبب إصابتهم بالأمراض».
وتساءل: «كيف لا يثور هؤلاء الشباب وهم أول المتضررين، ومن يعمل يحصل على الآلاف ولديه سيارة ويعيش فى مستوى اجتماعى أعلى بكثير من الأهالى؟».[Image_2]
وأشار إلى أن المؤهلات والشروط التى تطلبها الشركة للتعيين متوافرة فى الشباب بالمنطقة، ولكن ما يمنعهم هو عدم قدرتهم على دفع رشاوى للمسئولين بالشركة لتشغليهم، وقال: «ما نفعله هو ثورة سلمية نتيجة الفقر والجوع والبطالة التى يعانى منها الشباب، وليست نوعاً من البلطجة كما يدعى مسئولو الشركة، الأهالى لم يعتدوا على أحد وما مارسوه هو نوع من الاحتجاج السلمى».
وقال وائل السيد: «لم يعين أحد منا، رغم الاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة، وفى حصار لشركة الكهرباء فى شهر أغسطس الماضى لقى شاب مصرعه وهو يطالب بحقه فى التعيين، ووقتها وعدنا وزير الكهرباء وقوات الأمن والجيش بالتعيين، ولكن الشركة لم تف بوعودها، ولم يتم تعويضنا عما حدث لنا وتم تعيين أشخاص من الخارج بسبب الرشاوى».
وأضاف: «لم نحصل على تعويض مادى، وعينت الشركة بعد تدخل مدير الأمن السابق والمحافظ 20 فقط من أصل 250 عاملاً، ولم تنفذ وعودها، وكل ما يحدث لنا بسبب مطالبتنا بالحصول على لقمة عيش فى شركة أبوقير للأسمدة أو شركة الكهرباء، ونحن أولى من العمال الساكنين فى قرى بعيدة أو مناطق أخرى لأننا لسنا فقط من أهالى المنطقة، بل ساعد أجدادنا فى بناء هذه الشركات، كما أننا من نحميها».
وناشد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، قائلاً: «أين الرئيس فيما يحدث لأهالى أبوقير الفقراء؟ فين العدالة الاجتماعية اللى وعدهم بها الرئيس قبل ما ننتخبه؟ متسائلاً عن استمرار التعيين بالرشاوى رغم اندلاع ثورة للقضاء على هذا الفساد، مشيراً إلى أن الفقراء فى هذا البلد لا ينظر إليهم أحد، لذلك بدأوا فى استخدام العنف ومحاولة الحصول على حقوقهم المشروعة.
أخبار متعلقة:
«بروفة» ثورة الجياع تبدأ فى الإسكندرية
أهالى «العزب» يروون حكايات البطالة والحصار والغضب
الطابية: قمامة وصرف صحى وظلام وغرق أطفال فى ترعة بلا أسوار