رحلة والدة "مصطفى" للبحث عن مدرسة "للمعاقين ذهنيا".. والنتيجة "مفيش"
مصطفى واخواته
وضعت مولودها الأول بعد انتظار ولهفة 9 أشهر، بكاؤها وهي تضمه إلى صدرها لأول مرة لم يكن من الفرحة وإنما حزنا على ابنها البكر الذي لم يكن كغيره من الأطفال الأسوياء، وإنما ولد "مغولي" شكلا وسلوكا.
حاولت "إيمان" منذ يوم "مصطفى" الأول، أن تقدم له ما في استطاعتها لتطوير مهاراته لكن كما يقال في الأمثال "إيد لوحدها متصقفش"، فعندما أصبح مهيئا لدخول المدرسة لم تجد الأم واحدة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الغربية حتى المدارس الخاصة رفضت أن تقبله فيها، ما اضطر الأم للانتظار 5 سنوات إضافية لتلحقه بفصل في مدرسة حكومية لا يقدم له رعاية ولا تعليم ولا يعرف داخله سوى "الحبسة بين 4 حيطان".
فصل أنشأته مدرسة الحديثة الابتدائية بمدينة كفر الزيات في الغربية، كان فرصة إيمان أحمد صباح ربة المنزل، لإلحاق ابنها (مصطفى محمد نوفل - 14 عاما) بمدرسة بعد أن تخطى 10 سنوات من عمره وهو في المنزل يتلقى الرعاية بواسطة أخصائي تخاطب، لكن الفصل الذي ظنته إيمان "طوقا للنجاة" اتضح أنه طريقها لتأخر نمو "مصطفى" الذي يعاني الحرمان من ممارسة حياته كطفل لأن "حالة خاصة".
فلم تجد الأم، مدرسين مجهزين للتعامل مع نجلها ومع 20 آخرين في الفصل نفسه، والسبب الذي دفع "إيمان" لترك أشقائه الآخرين والمكوث بقربه في المدرسة من الساعة السابعة صباحا حتى موعد الانصراف تراقبه من نافذة الفصل "محروم حتى من الفسحة أو لعب الكورة مع زمايله حتى الأولاد الأسوياء بيدخلوا يتريقوا ويشتموه ويمشوا يمكن ابني مش فاهم، لكن المعاملة غير آدمية.. الأطفال دول مبدعين ورغم كدا مفيش أي ضوء عليهم".
وتكمل: "مصطفى من الأطفال التي تغريها التكنولوجيا منذ أن تم 3 سنوات، يستطيع أن يتغلب على ألعاب الذكاء ويتفوق أشقائه ووالده"، ورغم ذلك تشعر "إيمان" أن المدرسة "بتدفنه بالحيا"، لا تتمنى "أيمان" أكثر من اهتمام الدولة خاصة في المحافظات بأطفال من ذوي الاحتياجات وإنشاء مدارس حكومية أو حتى خاصة فالأهم بالنسبة إليها الرعاية "الريس مهتم دايما بمرضى الداون، وحلمي ابني يبقى مبتكر ودا مش هيحصل من غير تعليم لأنه طفل مميز وبدل ما ننمي مهاراته بنعاقبه على التميز".