بروفايل| سيد عبدالكريم.. "ابن البلد"
الفنان سيد عبدالكريم
عاش في جلبابه، منها انغمس في وجدان الحي الشعبي، وبها يُذكر ذكرًا مميزًا، لبسها في عدة مسلسلات اجتماعية على مدى ثلاثين عامًا تقريبًا، قرار خلعها كان صعبًا للجمهور يسير على نفسه، لأن الفنان سيد عبدالكريم ظل في وجدان مشاهديه "ابن البلد".
منذ نحو 20 عامًا ارتدى شخصية "زينهم السماحي" المعلم الذي لا يبرح جلبابه في المسلسل الاجتماعي الشهير "ليالي الحلمية" برأي مخرج العمل إسماعيل عبدالحافظ، فأضحى أيقونة للشجاعة والشهامة وحب البلد ورمزًا لابن البيئة الشعبية البار، أحبه الجمهور لقربه من الشخصية التي كان عليها الرجل المصري لعقود طويلة المميزة بأخلاقها الحميدة.
جسّد الفنان سيد عبدالكريم، شخصية "عزوز أبوشامة" في مسلسل "زيزينيا" وشخصية خادم الكنيسة في مسلسل "خالتي صفية والدير"، وشخصية ربيع السخن في مسلسل "أميرة في عابدين"، أبناء الطبقة الشعبية الذين كانوا سببًا في شهرته وذياع صيته، إلى أن قرر التخلي عنهم والفرار من حصارهم لإثبات تمكنه من أداء شخصيات أخرى ما يلبث أن يقدمها حتى يطالبه الجمهور بالعودة لسيرته الأولى.
يُبكي الجمهور مهما كانت مساحة أدواره صغيرة، فهو الأب الذي يصرخ في الحارة ويدعو الله بكل ما احتل قلبه من قهر، بأن يجد ابنه بعدما جاءه خبر سجن ولده في بلدٍ أخرى مدى الحياة، وكذلك الأب الذي يعنّف ولده، والدموع تغلبه، ليترك ابنة "الذوات" ويلتفت لمستقبله ويبحث عمن تكافئه في المستوى الاجتماعي.
مَن ألبسه الجلباب هو مَن خلعه عنه، وكأن كلمة السر هي المخرج إسماعيل عبدالحافظ، الذي أخرجه من جلباب "زينهم السماحي" الذي فصلّه له وألبسه "أشيك البدل" التي تليق بدور "معالي الوزير" قدري نعيم في مسلسل الأصدقاء، وكان قرار "عبدالكريم" النهائي بخلع الجلباب لحين إشعار آخر.
"أوعى يا دكتور سيد تحن تاني للجلباب وتنسى أنك كنت وزيرًا مشهورًا"، نصيحة "عبدالحافظ" للنجم المتنوع بين أدوراه عقب انتهاءه من آخر مشهد له في مسلسل "الأصدقاء"، كما قال الفنان في حوار صحفي له، وظل عبدالكريم متنقلًا بين الأدوار التي لا ينساها جمهور الدراما حتى توفي في 31 مارس 2012، بعد أن ترك الأستاذية بكلية الزراعة لأجل الفن وخلع الجلباب لأجل الإبداع فيه.