لو افترضنا جدلاً أن هناك أى تيار سياسى فى مصر حصل على 100٪ من الأصوات التمثيلية فى أى انتخابات أو استفتاءات هل هذا يكفيه لإحكام القبضة على شئون البلاد وإدارة شئون الحكم بالكفاءة والقبول اللازمين؟!
لو افترضنا أن أى فصيل حصل على ذلك فى انتخابات مجلسى الشورى والنواب والمجالس المحلية ورئاسة الجمهورية فهل هذا يكفيه؟
لو افترضنا جدلاً أن هذا الفصيل فاز أيضاً بالإضافة إلى ما سبق بمائة فى المائة من أصوات النقابات والأندية الرياضية ونوادى الهيئات القضائية ومجالس المدن، وحصل بالتراضى أيضاً على جميع عضوية المجالس العرفية ذات القوة التأثيرية فى إدارة شئون الحياة فى الريف والصعيد والصحراء فهل هذا كله يصبح كافياً لتحقيق الاستقرار القائم على التراضى؟
فى مصر الصندوق الانتخابى وحده ليس هو العنصر الحاكم الوحيد فى هذه المسألة لعدة أسباب أهمها:
أولاً: أن نسبة الحضور فى أى انتخابات فى الغالب الأعظم من الحالات لا تعبر إلا عن ثلث من لهم حق التصويت من الناخبين مما يؤشر إلى أن النتيجة لا تعبر بصدق عن الكتلة الحرجة فى المجتمع.
ثانياً: أن الانتخابات حتى لو كانت نزيهة فإن عوامل التأثير السابق على عملية التصويت متعددة ولها مؤشرات تجاه حقيقة تعبير الأصوات عن إرادة الناخبين.
ويجب ألا نتجاهل تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية التى أكدت أنه يتعين على الجميع فى مصر أن يراعوا أن الغلبة العددية ليست وحدها المؤشر على نجاح أى انتخابات، ودعت إلى ضرورة احترام حقوق الأقليات الدينية وحقوق المرأة فى عملية صياغة أى دستور أو فى أى تمثيل سياسى لأى مؤسسة من المؤسسات.
إذن إذا كانت الغلبة العددية هى المقياس الوحيد فما هو الحل؟
كلمة واحدة تحل الموضوع: «التراضى».