مصادر: السلفيون يسيطرون على أكثر من 500 مسجد وزاوية بالجيزة
السلفيون يسيطرون على العديد من المساجد والزوايا فى الجيزة
كشفت مصادر فى وزارة «الأوقاف» عن أن عدداً كبيراً من المساجد التابعة لمديرية أوقاف الجيزة تعد حالياً مرتعاً لمشايخ التيار السلفى التى يلقون الخطب بها، ويسيطرون على أكثر من 500 مسجد وزاوية فى المحافظة، بالمخالفة لقانون ممارسة الخطابة، فيما تغض قيادات المديرية الطرف عن هذه المخالفات.
وقالت المصادر لـ«الوطن» إن هناك أكثر من 572 زاوية أغلبها تابعة لإدارة بولاق الدكرور و92 مسجداً فى بولاق، ولا يوجد سوى 82 إماماً وخطيباً معيناً لها، بالإضافة إلى 90 «خطيب مكافأة»، لذلك تعد هذه الزوايا والمساجد بمثابة مرتع للسلفيين، خصوصاً فى منطقة «صفط» الجديدة، علاوة على وجود أكثر من 20 مسجداً فى «منشية البكارى» التابعة لإدارة أوسيم، تقع تحت قبضة السلفيين، وأشهرها مسجدا «الهدى ونصر الدالى». وأوضحت المصادر أن هناك عدداً من المساجد بالجيزة فى بعض الأماكن، خارج قبضة المديرية، ومنها على سبيل المثال مسجد «التوحيد» الكائن بشارع ربيع الجيزى والتابع للجمعية الشرعية، حيث إن الشيخ أحمد عثمان على قاسم، إمام وخطيب المسجد تخلف عن الحضور للمسجد منذ 6 أشهر، وأناب غيره فى تقديم إجازة من 25 يوليو إلى 25 سبتمبر الماضيين، وبعدها اختفى تماماً، وظل المسجد طوال تلك الفترة دون إمام وخطيب من «الأوقاف».
قيادى بـ«الدعوة السلفية» يهاجم وزير الأوقاف.. و«الوزارة»: حملات تفتيشية على المساجد ولن نترك المنابر لأحد
كما يخضع مسجد الهدى والنور فى منطقة «كعبيش» بالمريوطية فى فيصل لسيطرة السلفيين فى غيبة مديرية أوقاف الجيزة، حيث يخطب به القيادى السلفى البارز محمد محمود أحمد بسيونى، وشهرته «محمود الأزهرى»، وهو حاصل على ترخيص خطابة فى عهد حكومة الإخوان، علاوة على أن المسجد يتناوب عليه مشايخ السلفية تحت سمع وبصر أوقاف الجيزة، ومن المترددين على المسجد لإلقاء الخطب والدروس الشيخ سامى السرساوى.
وأكدت المصادر أن مسجد «فاطمة الزهراء» التابع لإدارة بولاق الدكرور، الذى شهد تكريم عدد من السلفيين مؤخراً، يسيطر عليه الشيخ محمود عوض، القيادى السلفى والموظف بإدارة أوقاف بولاق، كما يسيطر السلفى محمد عيد على مسجد التوحيد بكفر طهرمس، ويخطب به خطبة الجمعة أسبوعياً، ويقع مسجد أبوالعباس بكفر طهرمس بفيصل تحت قبضة التيارات الدينية أيضاً، كما أن إدارة الوراق ووسط الجيزة بهما مساجد تخضع لسيطرة هذه التيارات، ومنها «السلام وعثمان معن والرحمة» بجزيرة محمد والوراق، ومساجد أبوجادو والمكارم والرحمة. من جانبه، هاجم الشيخ جمال متولى، القيادى بالدعوة السلفية، وعضو اللجنة القانونية لحزب «النور»، الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، معتبراً أنه «عبء وحمل ثقيل على الوزارة، وعلى الرسالة الدينية لها». وقال «متولى» لـ«الوطن» إن «(الأوقاف) لا تمتلك رؤية حقيقية لتجديد الخطاب الدينى، ولا تستطيع السيطرة على المساجد والزوايا، وقيادات الدعوة تسعى لتعديل قانون الخطابة، للسماح للقادرين على مواجهة الإرهاب بصعود المنابر، فالوزارة لا تمتلك رؤية حقيقية لتجد د الخطاب الدينى كما هو مطلوب منها». واتهم «متولى» الوزير بـ«التعنّت» ضد مشايخ الدعوة السلفية، قائلاً «نحن لا نرى من (الأوقاف) سوى إجراءات ضد المشايخ والدعاة وعلماء السلفية.
وفى المقابل، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن «الوزارة لن تترك المنابر للتيار السلفى أو غيره لبث أفكار تخدم أغراضهم وتتعارض مع نهج الأزهر القائم على الوسطية والاعتدال»، منوهاً بأن «الوزارة لا تألو جهداً فى إحكام السيطرة على المساجد لضبط الخطاب الدعوى»، وأنه «بتعليمات من الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، يتم تسيير حملات تفتيشية على المساجد، وفى حالة التأكد من وجود تلك المخالفات سيتم تفعيل القانون وتطبيق الضبطية القضائية على المخالفين».