«السلفية» تتبرأ من رسائل تكفير مشايخ الأزهر.. و«الجماعة الإسلامية»: الأزهريون ليسوا كفاراً
تنصلت الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية، من الرسائل التى وجهها طلاب الدعوة السلفية لعمداء كليات الشريعة بالأزهر، تطالبهم بالاستتابة والتبرؤ من العقيدة الأشعرية التى وصفوها بـ«الزيغ والفساد»، وتتهمهم بالكفر لعدم تبنى المنهج السلفى بوصفه المنهج الإسلامى الصحيح.
وقال الدكتور طارق فهيم أمين حزب النور بالإسكندرية، والقيادى بالدعوة السلفية، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن السلفيين الحق يتبرأون من الرسائل التى تلقاها شيوخ وعمداء كليات الأزهر، مؤكداً أن الذين بعثوا بهذه الرسائل ليسوا من المنتسبين للمنهج السلفى الصحيح وليسوا تابعين للدعوة السلفية، واصفاً ما تضمنته الرسائل بأنه «منهج تكفير». كما طالب مشايخ وعلماء الأزهر الشريف بعمل مناظرات مع أصحاب هذه الأفكار، لإثبات خطئها، ودحض ما بها من تدليس ومغالطات، كى لا تنتشر.
وأضاف فهيم: «يجب عدم إهمال هذه الأفكار مثلما حدث مع شكرى مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة، حتى لا ينتشر الفكر التكفيرى الخطير ويتغلغل فى المجتمع»، مشدداً على أن منهج الدعوة السلفية لا يتعارض مع منهج الأزهر الشريف، «بدليل المناظرة التى نظمها الأزهر مع الدعوة السلفية فى الثمانينات، وانتهت إلى قول الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم: لو كان هذا هو الفكر السلفى فنحن جميعاً سلفيون»، وأشار إلى أن «الفكر التكفيرى ليس من العقيدة الصالحة، وأصحابه يعتقدون أنهم الفرقة الناجية من النار، فهم مثل الخوارج، وليسوا تابعين لأهل السنة والجماعة، والأزهر يسير على منهج الإسلام القويم، وليس لدى السلفيين خصومة مع الأزهر الشريف».
وأكد المهندس أسامة حافظ مفتى الجماعة الإسلامية، رفض الجماعة الإسلامية تكفير مشايخ الأزهر، وقال «إن الأزهريين ليسوا مبتدعين أو خارجين عن الدين حتى يطالبهم أحد بالاستتابة»، وطالب بعدم التوسع بالنشر عن أصحاب الأفكار التكفيرية حتى لا تنتشر أفكارهم عن طريق الإعلام خاصة، قائلاً إن المسلم العادى لا يعرف شيئا عن العقيدة الأشعرية التى يتم تدريسها فى الأزهر.
من جانبه وصف الدكتور أحمد دراج، القيادى بحزب الدستور، رسائل التهديد بأنها «ردة لعصور الظلام»، ومن شأنها تصدير صورة سيئة عن الإسلام، قائلا: «هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا علاقة لهم بسماحة الإسلام».
وأضاف: «الرسائل تعكس حالات الخراب والتخلف لعقولهم، وعلى علماء الأزهر ألا يخضعوا لهذا الابتزاز والتطرف باسم الدين»، وتابع: «ربما تكون تصرفات حركة طالبان أقل مما يحدث فى مصر».
وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إن هذه الرسائل، تكشف خطة «الإسلاميين» للسيطرة على حصن الإسلام المعتدل، والذى يمثل عقبة أمام مشروعهم، مضيفاً: «هناك خطة حقيقية، لا يمكن نفيها، بأن الجماعات الدينية فى مصر تسعى للسيطرة على كل مؤسسات الدولة، والأزهر الشريف جزء من هذا المخطط لأنه لا يتفق مع منهجهم الظلامى».