«الكرتيلية».. بيت الأساطير الذى لا يعرفه المصريون
بيت الحاج محمد الجزار، بيت عبد القادر الحداد، بيت آمنة بنت سالم، بيت الكريتيلة، متحف جاير أندرسون.. أسماء كثيرة لمكان واحد، يكمن خلف كل اسم منها العديد من الحكايات والأساطير، أكثر المصريين لا يعرفونه، رغم أنه من المنازل الأثرية النادرة التى لم تزل تحتفظ بكامل أجزائها وأثاثها من صناديق عاجية، وسجاجيد، ومقاعد، وأسرة ولوحات، فهو ليس مجرد بيت فارغ، ودخوله يعنى الانتقال لأكثر من مرحلة فى التاريخ، تبدأ بالفرعونية، ولا تنتهى بالعصر الحديث.
ثمة أسطورة حول الأرض التى أقيم عليها البيت، تم نقشها على أطباق نحاسية موجودة داخله، تقول الأسطورة إنه على هذه الأرض كان هناك جبل اسمه «جبل يشكر» نسج حوله المصريون القدماء الكثير من الحكايات، وكذلك المسلمون، فقيل إن الدعاء من فوق هذا الجبل مستجاب، وإنه موقع مبروك، ويقال إن سفينة نوح رست على هذا الجبل بعد الطوفان، وإن بعضا من مياه الطوفان لم تزل بداخل البيت.
«بئر الوطاويط» الموجود داخل البيت تدور حوله أسطورة تقول إن من ينظر إلى مياه البئر يستطيع رؤية وجه حبيبه، وأسطورة أخرى حول حارس البيت الشيخ هارون الحسينى، المدفون إلى جواره، تقول إنه بينما كان الشيخ هارون لم يزل على قيد الحياة حاول ثلاثة حرامية أن يدخلوا البيت فتصدى لهم الشيخ هارون، واستطاع عبر قدرات خارقة للعادة أن يصيبهم بالعمى. يمكن قراءة هذه الأساطير وأكثر فى دولاب الأساطير الموجود فى غرفة السبيل الموجودة فى البيت.
هذا البيت كان فى الأصل بيتين منفصلين تم بناؤهما متجاورين فى العصر العثمانى، فى الجهة الشرقية لجامع ابن طولون، كل منهما مكون من ثلاثة أدوار، قام ببناء البيت الأول أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالم بن جلمام الجزار عام 1631م/ 1041هـ، وتعاقبت الأسر الثرية على البيت حتى انتقلت ملكيته لسيدة قادمة من جزيرة كريت، وعليه أصبح بيت الست الكريتلية، أما البيت الثانى فقد بناه المعلم عبدالقادر الحداد سنة 947 هـ/ 1540م، وقد انتقلت ملكيته فى النهاية لسيدة هى آمنة بنت سالم، فى مرحلة غير معروفة تم ربط البيتين معا ليصبحا بيتاً واحداً، كان آخر ساكنيه الرائد جاير أندرسون حين منحته الحكومة المصرية عام 1935م حق الإقامة فى المنزل، وقد كان الرجل محباً للآثار التى جمعها من كل البلدان التى سافر إليها.