كتائب التنمية تجتاح الصحراء: «سنابل» الفرافرة.. فى انتظار «الرئيس»
كتائب التنمية تجتاح الصحراء
رئيس الهيئة الهندسية يصطحب «الوطن» فى جولة الاستعداد لبدء موسم حصاد القمح والشعير
من مطار «ألماظة» الحربى فى قلب القاهرة إلى مهبط طائرات فى مدينة المنيا، ومن المنيا إلى واحة الفرافرة فى قلب صحراء مصر الغربية، توالت المشاهد من نافذة «الهليكوبتر» المفتوحة التى حملتنا بصحبة اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، لتفقد المجتمع الحضارى المتكامل ووضع كافة المعدات والقدرات على أهبة الاستعداد لبدء موسم حصاد القمح والشعير فى مشروع الـ10 آلاف فدان بالفرافرة فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 7 مايو المقبل.
وعلى امتداد الرحلة التى استغرقت ساعتين ونصف الساعة، كانت الصحارى الشاسعة هى المشهد الثابت والمتكرر أينما وليت وجهك، وكانت المناطق العمرانية والأراضى المزروعة هى الاستثناء الذى يفرض حضوره لدقائق قبل أن تعود الصحارى لابتلاعه فى محيط هائل من الرمال والهضاب والصخور، تقطعه من هنا وهناك شبكة طرق حديثة، تتناثر على مشارفها فى تجمعات متباعدة معسكرات معدات شق ورصف الطرق، تعمل بعيداً عن أى متابعة، وتنجز فى زمن قياسى آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة الحديثة. وخلال الرحلة كان الزميل محمد مسعد غارقاً فى ملاحقة ملحمة الطرق بعدسته الحاذقة، وإذا به يلتقط مشهداً جديداً اندلع فجأة فى محيط الصحراء الهائلة، إنه مشهد الفرافرة الجديدة.. مشهد الصحراء وقد تحولت إلى مجتمع عمرانى ممتد، تحيط به شبكة طرق هائلة وتقطع فضاءه أسلاك الكهرباء التى تحمل الطاقة والنور إلى آلاف البيوت السكنية رائعة العمران، وهى تصطف فى تناسق جمالى مدهش فى قلب مساحات شاسعة من الأراضى المزروعة، وهنا وهناك كانت خلايا نحل من البشر والمعدات تلوح على الأرض وهى تواصل إنجاز هذه الملحمة. واستجابة لشغف محمد مسعد فى أن يسجل هذه الملحمة بعدسته، طلب اللواء كامل الوزير من قائد الطائرة أن يدور دورة كاملة حول المشروع الضخم قبل أن يهبط بنا على الأرض.. لنعاين بأنفسنا حكاية 10 شهور فقط من الإرادة الجبارة والإدارة الرشيدة تحولت بفضلهما الصحراء المقفرة القاسية إلى جنة خضراء تموج ببحار من سنابل القمح والشعير التى تنتظر الحصاد بعد أيام.