من الضحايا القدامى لعقارات الإسكندرية المنكوبة إلى سكان عمارة المعمورة المنهارة: أهلاً بكم فى الشارع
«مصيرنا إيه بعد انهيار العمارة؟»، هذا هو السؤال الذى يبحث سكان عقار المعمورة المنكوب الذين بقوا على قيد الحياة عن إجابته، وهو نفس السؤال الذى ما زال سكان باقى عقارات الإسكندرية المنهارة يبحثون عن إجابته حتى الآن بعد أن أصبح الشارع هو مأواهم الوحيد، ولم يجدوا إجابة للسؤال حتى الآن.
«بيقولوا علينا ضحايا ومصابين وبيوجدوا معانا أثناء الحادث فقط، ونسمع فى وعود، وكلها بتطلع كذب، وبعد كام يوم من الحادث محدش بيسأل فينا».. هذا ما قالته أم عبدالله إحدى ضحايا عقار منهار فى إحدى حارات كرموز.
وتقول أم عبدالله إنها عاشت فى الشارع هى وأولادها الـ5 بعد عدة أيام من انهيار العقار عليهم والذى فقدت فيه زوجها إلى أن تدخل أهل الخير ووفروا لها شقة إيجار جديد.
وأضافت: «عندما انهار المنزل، المحافظ قال تصريحات كثيرة، ويقول هنوفر مساكن للضحايا، والحى هياخد أسماء السكان، ولكن بعد كده لم يسأل أحد فينا، وذهبنا إلى الحى كتير، ومحدش بيقول لنا إجابة مفيدة، ولا أملك إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل.. أنا باجرى على 5 عيال، ومعاشى 200 جنيه، ومش عارفة أكمّل لعيالى تعليمهم فى المدارس، ولولا أصحاب الخير كنت زمانى فى الشارع، وبقالى عدة شهور منذ وقوع البيت وانا باتنقّل من مكان لآخر بسبب الإيجار».
وتقول أم عصام، 55 سنة، إحدى ضحايا عقارات كرموز المنهارة: «إحنا ماتكتبش لنا نموت تحت الأنقاض، لكن بنشوف الموت كل يوم، وبقينا عايشين فى الشارع، كل كلام المسئولين كدب فى كدب، بقالنا شهور فى الشارع وما حدش سأل فينا، وكل ما نروح الحى، يقولوا هاتوا أسماءكم وبعدين مفيش حاجة بتحصل».
وأضافت: «اللى بيقع بيته وبينجى لازم يعرف إنه هيواجه الموت أكثر من مرة، ومحدش هيقف جنبه إلا الله، إحنا فى نظر المسئولين شحاتين، وتقدمت بعدة شكوى إلى المحافظ، ونائبه حسن البرنس لكى أحصل على شقه ولكن لا أحد يجيب، مفيش حد بينفع حد، النافع هو ربنا، المسئولين عايشين فى بيوتهم، واحنا لسه فى الشارع، وأصحاب العقارات بيبيعوا الأرض بعد انهيار العقار، وتنبنى عمارات سكنية كبيرة، والحى لا يتحرك، ولا يمنع أو يتصدى للمخلفات ولا يجبر الملاك على إعطاء شقق للسكان اللى وقعت العمارة فوق دماغهم».
وقالت الحاجة سعاد محمد، 50 عاماً، إحدى ضحايا عقارات كرموز المنهارة إنها قررت، بعد ما ظلت عند جيرانها لعدة أشهر بعد انهيار منزلها ووفاة زوجها واليأس من الحصول على شقة أو تعويض مادى من المحافظة، أن تغادر المدينة وتعيش مع أهلها فى الصعيد بعد ما سيطر عليها الإحباط.