«صبحى» على مقابر «باب الوزير»: الورد مفتاح الفرج
«صبحى» يبيع الورد لزوار المقابر
ربما يعتقد كثيرون أن الحياة فى المقابر جعلت سكانها قساة القلوب، لا يهابون شيئاً، ولكن الحقيقة عكس ذلك حسب الحكايات التى يرويها «صبحى على حسن»، الذى يعيش فى مقابر باب الوزير منذ ولادته: «الناس هنا منكسرين، مرعوبين، ومش هبالغ لو قلت إنهم مش بيناموا الليل، خصوصاً الليالى اللى بيكون فيها دفن».
ظلام دامس يعيش فيه سكان المقابر بمجرد أن يحل الليل، يسمعون حكايات من بعضهم البعض يشيب لها رأس الوليد، بعضهم يؤكد أنه يسمع صرخات بينما ينفيها البعض، مؤكداً أن الهدوء القاتل الذى يخيم على المقابر ليلاً كفيل وحده بإرهاب أى شخص: «أنا عايش هنا مع أولادى العشرة وأحفادى، مصدر دخلنا هو بيع الورد على مداخل المقابر، عيشتنا لا تسر عدو ولا حبيب، بنام مع ميتين ونقوم مع ميتين ما بنشفش غيرهم».
لا مياه ولا كهرباء ولا صرف صحى، هكذا يعيش «صبحى» مع أولاده وأحفاده، محروماً من الحد الأدنى للحياة، لكن لا يؤرق حياته سوى حكايات الرعب التى يسمعها من جيرانه: «طول عمرى عايش هنا وكل يوم أسمع حكايات وروايات عن الميت المحروق والمقتول، حكايات تخليك مرعوب من الحياة أصلاً، ده أنا مرة بقول لعيل روح هات شاى قال لى لا أخاف العفريت يطلع لى». يتمنى «صبحى» شقة تنتشله من الحياة وسط الأموات، يتمنى بطاقة تموين توفر له السلع الأساسية دون أن يتكبد دفع مبلغ كبير: «إحنا بنتحايل على الحياة، وبنتحايل على الأكل والشرب، ممكن نفطر قرص ونتغدى هياكل فراخ وآهى ماشية».