فلسطينيون يتابعون الانتخابات الإسرائيلية لا يرونها تمثل أملا في السلام
أبدى فلسطينيون عدم اهتمام بالانتخابات الإسرائيلية التي جرت اليوم، والتي من شبه المؤكد أن تأتي بحكومة متشددة حريصة على توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، أكثر من حرصها على إقرار السلام.
وقال أحمد عمرو، أستاذ بجامعة القدس المفتوحة في رام الله، عاصمة الضفة الغربية، إنه بغض النظر عن الفائز، فالإسرائيليون يريدون هذه الأرض بلا سكان. واستطرد أنه على الفلسطينيين أن يكون لديهم خطة في مواجهة هذا الموقف، ولا يعولون كثيرا على من سيفوز في الانتخابات.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ حرب عام 1967، وأيضا قطاع غزة وهضبة الجولان السورية، وانسحبت من قطاع غزة عام 2005، لكن ظلت تفرض عليه قيودا منذ أن خرج منه الجنود والمستوطنون اليهود.
وتتوقع استطلاعات الرأي بقاء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في السلطة على رأس ائتلاف تسيطر عليه أحزاب دينية وأحزاب متشددة مؤيدة للمستوطنين، وهو ما لا يعطي مجالا لجهود السلام التي تساندها الولايات المتحدة.
وأكد حسين عقلان، طبيب من غزة، أن الفلسطينيين كانوا يأملون أن تؤدي الانتخابات إلى السلام والاعتراف بدولة فلسطينية وبحقوق الشعب، لكن كل المؤشرات تشير إلى أن نتنياهو سيفوز، وهذه ستكون كارثة كبرى.
وانهارت محادثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 2010، بسبب مشكلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ويقول الفلسطينيون إن تلك المستوطنات تحرمهم من إقامة دولة لها مقومات للبقاء. وبذل الفلسطينيون أنفسهم جهودا مضنية لانتخاب حكومة وطنية تمثل جبهة موحدة في مواجهة السياسات الإسرائيلية، وتدفع بمساعيهم المستمرة منذ عقود لنيل الاستقلال. وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2006، حققت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نصرا مفاجئا صدم إسرائيل ودولا غربية تعتبرها منظمة إرهابية، وهو ما أدى إلى اقتتال قصير في العام التالي بين حركتي "فتح" و"حماس"، التي سيطرت خلالها الحركة الإسلامية على القطاع عام 2007.
وبينما ظلت "حماس" محاصرة في قطاع غزة، لم تسمح بإجراء أي انتخابات طوال ست سنوات، وطردت لجنة انتخابية كان من المفترض أن تمهد لإجراء انتخابات جديدة، في إطار خطة للوحدة تعثرت عام 2012. وأجرت فتح انتخابات مجالس بلدية في الضفة الغربية قاطعتها "حماس"، وهو ما أدى إلى نسبة مشاركة مخيبة للآمال.
ولا يزال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن"، الذي يتزعم "فتح" أيضا، رئيسا للسلطة الفلسطينية رغم انقضاء فترته منذ ثلاث سنوات، منذ أن انتُخِبَ عام 2005. ورغم أن الفلسطينيين متحدون في رفض الانتخابات الإسرائيلية، ظلت الانقسامات عميقة بينهم.
وترفض "حماس" حق إسرائيل في الوجود، وعارضت مفاوضات رعتها الولايات المتحدة، وتدعو للمقاومة المسلحة، لكن عباس وضع ثقته في الدبلوماسية، إلا أن لا هذه الاستراتيجية ولا تلك قربت الفلسطينيين أكثر من تحقيق تطلعاتهم الوطنية.
وبسؤال ثلاثة من العاملين في متجر للبقالة برام الله عن آمالهم بشأن الانتخابات الإسرائيلية، ردوا: "وماذا تعني؟". وقال محمد زيد: "العمل أو الليكود.. لا فرق"، في إشارة إلى الحزبين الإسرائيليين الرئيسيين من اليسار واليمين. وأضاف: "أنا أهتم بما يحدث في الشارع هنا في فلسطين، ولا أحب ما تفعله حماس. أصوِّت للون الأصفر (لون رايات فتح).. أصوت للكوفية"، مشيرا إلى الوشاح الفلسطيني التقليدي وهو رمز لحركة "فتح".
وقال له زميله الملتحي: "لقد أصبحت حزبيا قليلا"، ورد عليه صديقاه ضاحكين: "وأنت من حماس".