«الأحمد»: لم نُفاجأ بدعوة الرئيس المصرى وهناك تنسيق كامل مع القاهرة
عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية فى حركة فتح الفلسطينية
عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»: «ليبرمان» ليس جنرالاً فى الجيش.. لكنه عنوان للتطرف الإسرائيلى
اعتبر عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية فى حركة فتح الفلسطينية، أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى ما هى إلا استكمال للدور التاريخى المصرى تجاه القضية الفلسطينية، مرحباً بالتحرك المصرى لإنهاء الجمود الذى طال هذا الدور فى الفترة الأخيرة لعدة أسباب. وأضاف «الأحمد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الحركة لم تشترط بنوداً لها لإنهاء الانقسام الفلسطينى، ولكن العودة فقط إلى ما تم الاتفاق عليه فى 2011 بالقاهرة بين الفصائل الفلسطينية، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. ما موقف حركة فتح من مبادرة الرئيس السيسى، وكيف تراها؟
- مصر لم تقدم مبادرة جديدة؛ لأن مصر تعتبر أن هذا دورها، ولكن كانت هناك فترة جمود سابقة لم تمارس فيها دورها فى القضية الفلسطينية بسبب عدة ظروف من بينها التوتر بين حركة حماس الفلسطينية والسلطات المصرية بسبب الإخوان، ولكن الفصائل الفلسطينية وليس حركة فتح فقط كانت تدرك جيداً أنها ستعود إلى دورها مرة أخرى، كما كنا نؤكد على ذلك فى هذه الفترة -فترة الجمود- والمبادرة التى أشار إليها الرئيس السيسى هى تأكيد على مبادرة السلام العربية، وكل القرارات الدولية التى دعت إلى إقامة دولة فلسطينية، وحاول الرئيس بالمبادرة الخروج من الجمود الذى لحق القضية. كما نرحب باستئناف التحرك المصرى فى هذا الاتجاه، ونأمل إزالة العقبات، وفى مقدمتها علاقة مصر بحركة حماس فى غزة.
■ وما المانع فى إنهاء الانقسام الفلسطينى؟ وما شروط الحركة للعودة إلى المصالحة؟
- لا توجد شروط لنا من أجل المصالحة الفلسطينية، ولكننا نريد فقط ما التزمت به حركة حماس فى الاتفاق الذى جمع الفصائل الفلسطينية بعد اجتماع القاهرة 2011، وليس لدينا شروط، ولكن هذه أساسيات. «حماس» وافقت على الاتفاق فى القاهرة فى 2011، فلا نريد أكثر مما وقعت عليه «حماس»، ولكنها للأسف تستخدم أسلوب إسرائيل فى المفاوضات، وهو أسلوب المراوغة وهو الحوار من أجل الحوار دون أى نتائج، وبالتالى منعت «حماس» حكومة الوفاق من تأدية دورها فى قطاع غزة. و«حماس» لم تلتزم بالمصالحة؛ لأن التنظيم الدولى للإخوان لم يعطها القرار بذلك، فما زالت تعيش فى وهم فرض شروطها.
«حماس» ما زالت تعيش وهم فرض شروطها.. ولن ندخل مفاوضات عبثية.. ونرحب باستئناف التحرك المصرى
■ وماذا عن شروط الدخول فى مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلى؟
- نحن لا نطرح شروطاً، نريد فقد تنفيذ القرارات الشرعية التى نصت على وقف الاستيطان الإسرائيلى، ونريد الالتزام بالقرارات الدولية على إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وأيضاً كان هناك اتفاق برعاية الولايات المتحدة الأمريكية عليهم الالتزام به، وكل هذه أسس وليست شروطاً.
■ وكيف ترى التحركات الإسرائيلية الأخيرة بعد مبادرة الرئيس السيسى وتعيين أفيجدور ليبرمان فى حقيبة «الدفاع» بدلاً من «يعالون»؟
- جزء من المناورات والتكتيكات الإسرائيلية عدم إثارة أى خلافات مع الجانب المصرى تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى الوقت نفسه تسعى عن طريق تلك المناورات إلى عرقلة أى مبادرة تخرج لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأرى فى المبادرة الفرنسية للرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أنها تشكل دعماً وتكاملاً مشتركاً مع مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أرى أن الجهود الفرنسية مكملات لجهود أخرى تسعى إلى حل القضية الفلسطينية، ولكنى واثق أيضاً أن الحكومة الإسرائيلية، تحت قيادة بنيامين نتنياهو، تسعى إلى تخريب جهود كل من يتحرك من أجل حل القضية الفلسطينية، سواء كانت المبادرة الفرنسية فى 3 يونيو المقبل، أو مبادرة الرئيس السيسى التى أعلن عنها.
كما أعتبر أن المبادرة المصرية التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أسيوط أعلى من سقف المبادرة الفرنسية لدى الشعب الفلسطينى حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
والجانب الإسرائيلى فى أقل من 48 ساعة رفض المبادرة الفرنسية الرامية إلى السلام، كما أن علامات رفضها ظهرت مجدداً فى تعيين أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» الصهيونى، فى منصب وزير الدفاع فى الحكومة الإسرائيلية بدلاً من موشيه يعالون الذى تقدم باستقالته. وشروط «ليبرمان» معروفة فى أى مفاوضات، وأهمها عدم إقامة دولة فلسطينية مستقلة من الأساس، فهو متطرف أكثر من رئيس الحكومة «نتنياهو» نفسه، وعلى الرغم من ذلك كله فنحن نأمل فى نجاح المبادرة.
علينا ألا ننخدع بترحيب «نتنياهو».. و«واشنطن» تتحمل جمود عملية السلام أكثر من إسرائيل نفسها لأنها شلت كل الأطراف
■ هل سبق الإعلان عن مبادرة الرئيس السيسى تنسيق مع القيادة الفلسطينية؟
- هناك تنسيق كامل بين القيادة الفلسطينية، برئاسة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، والقيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونحن لم نتفاجأ تماماً بخطاب الرئيس السيسى، كما أن مضمونه معروف لدينا؛ لأن موقف مصر التاريخى من القضية الفلسطينية معروف، كما نأمل فى تحرك عربى مشترك من أجل قضيتنا على الرغم من الحالة السيئة التى يعيشها العالم العربى بسبب الحروب التى طالته، سواء كانت الحرب الأهلية السورية، أو وجود تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق وليبيا، الأمر الذى فرض عليهم البُعد عن القضية الفلسطينية، ولكن تصريحات الرئيس السيسى بشأن المبادرة تدل على أن مصر لم تنشغل عن القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطينى، وكما قال «السيسى»: «القضية الفلسطينية أحد ثوابت السياسة المصرية». وأؤكد أن العلاقات بين القيادة المصرية والقيادة الفلسطينية على أعلى مستوى، وهناك مشاورات ثنائية فى كافة القضايا والتفاصيل وتبادل الرأى بشكل دائم حول الأوضاع فى المنطقة العربية والعالم. ومضموناً لم نتفاجأ بمضمون خطاب الرئيس المصرى وليس كلماته، كما كانت هناك قبلها بـ3 أيام مشاورات مع «أبومازن» وتبادلا الآراء، ولكن لم يكن لدينا علم بموعد الإعلان المصرى، فهذا يخص القيادة المصرية.
■ هل قدوم «ليبرمان»، المعروف بنزعته المتطرفة، وزيراً للدفاع ينذر بعملية عسكرية قادمة من الاحتلال الإسرائيلى؟
- «ليبرمان» رجل سياسة وليس جنرالاً فى الجيش الإسرائيلى حتى يرتبط قدومه بحرب عسكرية، ولكن الجانب السياسى هو الأهم، «ليبرمان» هو عنوان التطرف فى إسرائيل، ومبدأه رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهذا ما يخالف مع دعا إليه الرئيس السيسى. عملية تعيين «ليبرمان» لحقيبة جيش الاحتلال فى الحكومة الإسرائيلية هى ربط غير مباشر لخطاب الرئيس المصرى، فإسرائيل محترفة فى المفاوضات وتدخل المفاوضات من أجل المفاوضات وليس من أجل الوصول إلى حل أو نتيجة، وحتى لا نخلط الأوراق فنحن لسنا على استعداد للدخول فى مفاوضات من أجل المفاوضات مثل الجانب الإسرائيلى، ولكن سندخلها لتنفيذ خارطة الطريق فى إطار المبادرات سواء كانت مبادرة الرئيس السيسى أو المبادرة العربية أو المبادرة الفرنسية.
■ هل ترى دوراً للولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة المقبلة، أم أنها منشغلة فى الانتخابات الرئاسية؟
- نحن مللنا من السياسة الأمريكية فى قضيتنا، ولكن مشاركتهم فى مؤتمر باريس مؤشر جيد للجهود، ونحن نأمل أن تلتزم، وتتحمل الولايات المتحدة جمود عملية السلام أكثر من إسرائيل نفسها؛ لأن الولايات المتحدة هيمنت على اللجنة الرباعية الدولية، والأمم المتحدة، وشلت كل الأطراف من التحرك. وسنرى هل ستلتزم إسرائيل فى الفترة المقبلة أم لا، وهنا سنحكم على دور الولايات المتحدة الأمريكية.
■ هل ستنتهى المبادرات بفتح المفاوضات مرة أخرى؟
- بالنسبة لنا كفلسطينيين لن ندخل مفاوضات عبثية، سندخل فقط فى حالة وجود الالتزام والجدية، ولن ندخل مفاوضات من أجل فقط المفاوضات، ولكننا ندخل مفاوضات من أجل الوصول إلى نتيجة.
■ هل ترى أن التهدئة الأخيرة بين القيادة المصرية و«حماس» لها علاقة بمبادرة الرئيس السيسى؟
- شهدت الفترة الأخيرة توتراً فى العلاقة بين مصر و«حماس»، خاصة بعد مؤتمر وزارة الداخلية المصرية التى أعلنت فيه ضلوع عدد من أعداد الحركة فى عملية اغتيال النائب العام المصرى، هشام بركات.
■ وماذا عن زيارة «حماس» للقاهرة؟
- كانت زيارة واحدة وليس غيرها عندما ذهبوا إلى الدوحة للتشاور وعادوا مرة أخرى، والجانب المصرى أطلعنا على نتائج الزيارة وأيضاً حركة حماس، حيث كانت تدور حول اغتيال النائب العام المصرى، هشام بركات، وما يدور فى شبه جزيرة سيناء.
■ هل تلقت حركة فتح دعوة فى إطار المبادرة المصرية للحضور إلى القاهرة؟
- لم أتلق دعوة حتى الآن، فكل ما تم نشره فى وسائل الإعلام عن زيارة مرتقبة لى للقاهرة مجرد شائعات، وكل من يروج هذه الشائعات هدفه إجهاض أى تحرك.