جنينة «ميدان الرماية»: «فسحة مجانية للغلابة وفرصة عمل لمطاريد السياحة»
أطفال يلهون فى جنينة ميدان الرماية
الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، الهدوء يعم الشوارع، إلا ميدان الرماية، الذى ازدحم بالبسطاء ممن هربوا من حرارة الجو داخل البيوت إلى الجناين، الزحام يوحى وكأن الساعة الثامنة مساء، نساء ورجال يجلسون وأطفال يلعبون كرة القدم، أو يركبون على ظهر الخيل والجمال، فسحة فى الهواء الطلق وسعادة لا تكلفهم الكثير.
«أم عمار»: «خروجة ببلاش للناس اللى معندهاش نادى».. «إيهاب»: «سبنا الأهرامات وجينا هنا نسترزق من تأجير الجمال للعيال الصغيرة»
«خروجة بدون تكلفة»، هو ما أكدته «أم عمار»، التى قالت إنها تتخذ من حديقة الميدان فسحة لها ولأولادها: «الدنيا حر قوى، ومش معانا فلوس نفسح العيال فى ملاهى ولا جناين كبيرة، كل واحد يروح الجنينة القريبة من بيته ويقعد شوية فى الهوا، الهوا هنا يرد الروح والعيال بتلعب ومبسوطة».
تحرص «أم عمار» على أن يركب ابنها الحصان الموجود فى الميدان، والذى يتكسب أصحابه من الغلابة، فهو رزق لهم، وهو ما أكده «إيهاب الجمال»، الذى يحكى عن سنوات الصعاب للخيالة وأصحاب الجمال: «من ساعة السياحة ما وقفت والحال صعب ومعاكس معانا، لكن ربك بيسترها، والأرزاق بتاعة الله قبل كل شيء، وبنحمد ربنا طالما بنطلع من بيتنا وبنرجع بسلام». من بعد المغرب وحتى الثانية بعد منتصف الليل، يجد الغلابة فسحتهم فى الجنينة طوال الأسبوع، ويجدون ألعابهم أيضاً، اللفة بالحصان أو الجمل بـ5 جنيهات، وأحياناً بـ3 أو 2 حسب الزبون: «الحمد لله، ده أنا ساعات يكون معايا 20 جنيه، ماجبش سجاير عشان الحصان، ولو معايا زيادة أأكله بـ50 جنيه»، يقولها «إيهاب»، مؤكداً أن الغلابة الذين يأتون للفسحة فى ميدان الرماية وفروا لهم فرص عمل. «علاء الحمبولى» جاء من منطقة «كفرة نصار»، ومعه أسرته للاستجمام فى الجنينة ولو لبضع ساعات: «دى جنينة الغلابة، وبتبقى أزحم من كده يومى الخميس والجمعة».
أما الطفل «زياد أشرف»، فأكد أنه يستمتع باللعب فى الجنينة وبالركوب على ظهر الجمل.
«سهام» التى تعمل «بيبى سيتر»، تؤكد أنها تجلس قليلاً من أجل الترفيه عن نفسها فى فترات الراحة، تشم الهواء النقى، تتحدث وتحكى همومها للبسطاء الذين يجلسون معها: «زى ما تقول كده بنهرب من الهم، نتكلم مع بعض، أصل إحنا بسطاء مش باشاوات، فيه اللى يروح نادى، وفيه اللى له الجنينة، وفيه اللى عليه ديون زى حالتنا».