هناك حزب شيطانى لديه برنامج شرير يقوم على مبدأ واحد وحيد لا غيره، وهو «دع هذا الوطن يولع بكل من فيه وكل ما فيه»!
هذا الحزب لا يتورّع عن فعل أى شىء مهما كان تخريبياً، ومهما كان مدمراً، ومهما كان ضاراً بأحوال البلاد والعباد.
قاموا بكل شىء فى قاموس الشر، بدءاً من التفجير، إلى القتل، إلى تحطيم مولدات الكهرباء، إلى إشعال الحرائق، إلى اغتيال كبار ضباط الشرطة، إلى تفجير مديريات الأمن، إلى قتل المجندين الشبان بالجيش، إلى التظاهر عقب كل صلاة جمعة، إلى بث الشائعات على وسائل الاتصال الاجتماعى، إلى تخزين السلع الأساسية، إلى المضاربة فى الدولار، حتى وصلنا إلى محاولة إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، بهدف إحداث انقسام فى نسيج المجتمع.
هذا الحزب لا يهدف إلا لتدمير تجربة 30 يونيو وإثبات فشل هذا النظام، حتى لو كان الثمن هو سقوط مشروع الدولة فى مصر إلى غير رجعة.
هؤلاء لا يهمهم الفاتورة الباهظة التى يمكن أن تدفعها مصر فى حال سقوط التجربة وانهيار الاقتصاد وحدوث فوضى.
هؤلاء يريدون أن يذهب الجميع فى هذا الوطن إلى الجحيم، ويسقط النظام وتحدث الفوضى الكاملة، حتى يلعن الناس تجربة 30 يونيو ويتجهون -بسذاجة- إلى حزب الشر على أنه «الحل» السحرى، والأكيد والقوى الذى سوف يخلصهم إلى الأبد من المعاناة.
هؤلاء يعتقدون أنهم هم الحل البديل، وأن انتقال السلطة إليهم سوف يتم بتلقائية وسهولة وسلاسة.
هؤلاء -للأسف- يلعبون بنار جهنم الحارقة، لأنهم لا يدركون أنه لن تكون هناك بعد الآن أى قوى تقليدية وريثة لهذا النظام.
للأسف الشديد، ستكون البلاد أقرب إلى النموذج السورى فى الفوضى والحرب الأهلية (هذا فى أحسن الأحوال)، أو سوف نتجه إلى حالة الصوملة، أى نتحول إلى نموذج الدولة الفاشلة، كما هو حادث فى الصومال.
الذين يتصارعون على «الكعكة» لا يدركون أنه لن تكون هناك كعكة بعد الآن للصراع عليها.
لن يصبح حكم مصر وقتها جائزة لأىٍّ من القوى التقليدية، بل سوف تصبح البلاد نهباً للغوغاء والعاطلين والبلطجية الذين سوف يسعون إلى تحويل الوطن إلى دويلات وجزر خارجة عن القانون ويضيع منا مشروع أقدم دولة فى التاريخ.