العنف فى مصر.. «جزمة وقلم»
اشتباك «شوبير» و«الطيب» أثناء البرنامج
لم يكن اشتباك أحمد شوبير وأحمد الطيب على الهواء مباشرة صادماً وحده، شاركه الصدمة فى الليلة نفسها برنامج «خط أحمر» على قناة «الحدث اليوم»، حين شهد ارتفاع حذاء على الهواء للداعية محمد الملاح، فى وجه الفلكى أحمد شاهين، مع تهديد واضح «هاضربك بالجزمة».
باحثون: تعبير عن «الإحباط»
جزمة وقلم، فى يوم واحد، رموز للعنف لم تكن تنقص فى مجتمع يعانى العنف فى أدق تفاصيل حياته، حسب كريمة الحصرى، الأستاذ المساعد بقسم الاجتماع فى جامعة بنها، ففى دراستها التى تحمل عنوان «العنف فى خطاب الحياة اليومية»، تؤكد الباحثة أن «العنف» لم يعد أمراً يتابعه أفراد المجتمع فى التليفزيون، أو يقرأون عنه فى الصحف»، لقد أصبح جزءً من تفاعلات الأفراد فى حياتهم اليومية، والمجتمع بالكامل، دخل فى دائرة عنف لا متناهية لا نعرف من أين بدأت، وإلى أين ستأخذنا، فلا أبحاث يمكن أن تجزم بهذا بعد».
تُفسّر الباحثةُ الظاهرة بأنها أمر لا إرادى فى أوقات كثيرة: «العنف اليومى الذى نراه على الشاشات، وفى الشارع والمواصلات، وحتى داخل الأسرة ما هو إلا تعبير عن إحباطات، يعجز الفرد غالباً عن التعبير عنها أو التنفيس بوسائل الحوار العادى، أو من خلال القنوات المشروعة، وبالتالى يلجأ إلى العنف من أجل إلحاق الأذى الجسمى أو النفسى بالطرف الآخر باستخدام أساليب تتراوح فى شدتها بين اللوم والتوبيخ، إلى التهديد، والترويع، والتشاجر، وصولاً إلى الاعتداء باللفظ، أو الاعتداء الجسدى».
يبدو أن الأمر لا يتوقف عند حدود «حرق الدم» و«الإحباط»، فى مقابل العنف، الذى لا يتوقف المصريون عن متابعته مؤخراً، من المنيا وسيدة «الكرم» إلى القاهرة، تكلفة اقتصادية باهظة حسب د. نجلاء محمد إبراهيم بكر، أستاذ الاقتصاد المساعد، بأكاديمية طيبة، تقول «يُصاحب ارتفاع نسب العنف فى المجتمع المصرى، ارتفاع موازٍ لتكاليفه الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية، حساب إجمالى الخسارة صعب للغاية، لكننا نتحدث عن وقت ضائع بعيداً عن العمل للأفراد الذين وقع عليهم العنف، ونفقات إدارية متمثّلة فى فقدان الراتب بسبب التغيُّب المتكرّر، وتكاليف صحية، وانخفاض إنتاجية، إلى آخره».
أستاذ الاقتصاد المساعد أشارت إلى الفاتورة المرعبة التى تتضح ملامحها بالاطلاع على نتائج الدراسة التى قام بها المركز القومى للبحوث الاجتماعية على عينة من المجتمع المصرى، والتى تؤكد وصول نسب العنف اللفظى إلى 41%، والعنف الجسدى بين صفع وركل يشكل 29.6%، فى حين أن 77% من عينة الدراسة تُبرّر عنف الزوج تجاه زوجته، وفى دراسة أخرى يُشكل العنف الأسرى تجاه الأطفال نسبة 79.9%.