28 قتيلاً حصيلة حرب شوارع فى بورسعيد عقب النطق بالحكم
28 قتيلاً هى حصيلة الاشتباكات العنيفة، التى شهدتها بورسعيد أمس جراء حرب شوارع بين الأهالى وقوات الأمن فى مختلف المناطق، بمجرد أن نطق القاضى بإحالة أوراق 21 متهماً فى أحداث مذبحة استاد بورسعيد إلى المفتى.
كانت البداية فى محيط سجن بورسعيد، ورشق الغاضبون السجن بالحجارة، فردت عليهم قوات الأمن التى تؤمِّن المكان بقنابل الغاز المسيل للدموع. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور الأمر إلى إطلاق الرصاص الحى على أعضاء ألتراس المصرى البورسعيدى، الذين انضم إليهم عدد من الأهالى.
وحمل عدد من الأهالى سلاح الخرطوش والآلى، وهاجموا السجن، رغبة منهم لإخراج المتهمين من داخله.[Quote_1]
وخرجت مدرعة من داخل السجن، وأطلقت النيران على المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير ما بين مصاب وقتيل، أغلبهم مصاب بطلقات نارية فى الرأس والصدر.
وأعلن مدير مستشفيات بورسعيد أن عدد الوفيات وصل إلى 22 حالة وفاة، بينما وصل عدد المصابين فى محيط سجن بورسعيد العمومى إلى 250 إصابة، ما بين اختناق بالغاز وطلقات رصاص وخرطوش.[Image_3]
ولم تقتصر الأحداث الدامية على محيط سجن بورسعيد فقط، بل امتدت إلى أقسام الشرطة، حيث ذهب عدد من الأهالى محملين بالأسلحة، وتوجهوا إلى قسم العرب، وحدث تبادل كثيف لإطلاق النيران بين الطرفين، لم يسفر عن وقوع إصابات من جانب الأهالى.
وقال أحد رجال الإسعاف -رفض نشر اسمه- إن حالة من الرعب تُسيطر على رجال القسم، ويحاولون الهروب من الأبواب الخلفية، خوفاً من بطش الأهالى، الذين قطعوا كل الطرق المحيطة بقسم العرب، وأضرموا النيران فى سيارتين ملاكى أمام سينما مصر، ليعيقوا مرور أى فرد أو سيارة من الشارع.
الأمر الذى لم يختلف كثيراً عن قسم شرطة الميناء والمناخ اللذين تم إحراق كثير من محتوياتهما. وسادت حالة من الغضب لدى الأهالى، الذين رأوا أن ما يحدث من عنف بورسعيدى، هو فى النهاية متوقع نظراً للحكم الذى وصفوه بالمسيّس الصادر من المحكمة.
وانتقل حيز الغضب البورسعيدى الجارف إلى محطة الكهرباء العمومية ومحطات المياه، حيث اقتحمها الأهالى الغاضبون، وحطّموا كل ما مروا به، ووصلوا إلى كليتى الآداب والتربية ومعهد الخدمة الاجتماعية.[Quote_2]
ولقى محمود الضظوى لاعب نادى المريخ، ابن الكابتن الراحل الضظوى، مصرعه إثر إصابته بطلقتين فى صدره، ورقبته أثناء ذهابه إلى النادى بالقرب من شارع محمد على القريب من أحداث سجن بورسعيد.
ونزلت قوات الجيش، فى محاولة لتأمين المنشآت الحيوية، لاسيما مبنى هيئة قناة السويس فى بورسعيد التى صرفت العاملين بها، وهيئة الاستثمار التى اقتُحمت من قِبل أعضاء ألتراس المصرى البورسعيدى.[Image_2]
وهرع الموظفون، وعمال هيئة قناة السويس من المبنى، والهيئة، والترسانة فى بورفؤاد وبورسعيد هرباً، بعد أن صدر قرار من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، بمغادرة المبانى فوراً والحصول على إجازة لمدة يومين. وقال مصدر مسئول فى هيئة قناة السويس -رفض نشر اسمه- إن حركة الملاحة لم تتأثر بالأحداث، والقوات المسلحة تؤمِّن المجرى الملاحى بشكل كامل، وتم تشغيل معديتين لنقل الركاب من بورفؤاد إلى بورسعيد.
وأعلن المصدر أن من يقترب من القناة سيُطلق عليه النيران من قِبل الجيش لأنه ممر عالمى لا يمكن اختراقه.
وقال البدرى فرغلى عضو مجلس الشعب السابق، إنه يأسف على حالة الغضب الشعبية العارمة التى اندلعت داخل المدينة، وهذا الأمر يخالف طبيعة دولة القانون، وحذّر من الدم الذى يراق بشكل غير مسبوق. وأشار إلى أن بورسعيد كبش فداء.[Quote_3]
وأضاف «هذا عقاب جماعى وليس فردياً، وأطالب الشعب المصرى بالتدخل لمواجهة هذه الكارثة، وحماية الوطن الذى سيدفع أهله الثمن غالياً».