اقتصادى فرنسى من جامعة القاهرة: ضريبة الثروة التصاعدية تنقذ مصر
توماس بيكتى خلال كلمته فى ندوة بجامعة القاهرة
حذر الاقتصادى الفرنسى الشهير «توماس بيكتى» من ثورة جياع فى العالم بسبب اتساع الفجوة بين الأثرياء والفقراء، وزيادة الظلم إلى الحد الذى لا يمكن معه تجاهل هذه الظواهر سياسياً واقتصادياً، وقال إنه على كل حكومات العالم، ومن بينها مصر، اتخاذ إجراءات جادة لإعادة توزيع الدخول، مقترحاً حلولاً منها ضريبة ثروة تصاعدية، وضريبة دخل تصل 80% على أصحاب أعلى شريحة دخل فى كل بلد.
«بيكتى»: مصر تعانى من عدم المساواة فى الأجور والضرائب
وألقى «بيكتى» محاضرة صباح أمس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، تناول فيها شرحاً حول كتابه الجديد «رأس المال فى القرن الحادى والعشرين» الأكثر مبيعاً فى الولايات المتحدة، والذى جرت ترجمته إلى اللغة العربية مؤخراً. وأشار فى كتابه إلى أن العالم يسير بجنون فى الاتجاه الخاطئ، ولا بد من تصحيح المسار قبل أن تحل كارثة ثورة الجياع، نظراً إلى أن العوائد على رأس المال تنمو بمعدل أسرع من نمو الاقتصاد، ما يعنى أن أصحاب رؤوس الأموال ينجحون فى تحقيق أرباح ضخمة، لكن هذه الأرباح لا تخلق فرص عمل بنفس معدل نموها.
وأكد «بيكتى» فى كلمته أمام حشد من الشخصيات العام وأساتذة الاقتصاد وطلاب الجامعة أن محاربة الفساد فى مصر يجب أن تكون بنشر المعلومات والبيانات وحصر لحجم الضرائب المسددة، وهو ما يعمل على إبراز الشفافية، وقال: «كل ذلك سوف يصنع ثقة لدى الشعب فى النظام الضريبى والاقتصادى». وقال إنه يأسف لعدم تناول مصر والشرق الأوسط بنصيب وافر من الدراسة فى الكتاب، موضحاً أن ذلك كان لعدم القدرة على الحصول على المعلومات الكافية عنهم، وقال إن مصر والشرق الأوسط من الدول التى يصعب فيها الحصول على معلومات أو تصاريح رسمية حول مستوى الأجور أو الضرائب المفروضة، ولفت إلى أن جنوب أفريقيا كانت تعانى من عدم المساواة والعنصرية فى الماضى، أما الآن فهى من ضمن الدول المتقدمة، بعكس مصر ودول الشرق الأوسط التى تأتى على رأس قائمة الدول التى تعانى من عدم المساواة فيما يتعلق بالأجور والضرائب.