دمياط.. الثوار يسيطرون على مجمع المصالح ويعلنون المحافظة «جمهورية مستقلة»
شهدت محافظة دمياط مساء أمس الأول ليلة ساخنة، بدأت بسيطرة الثوار التامة على مجمع المصالح، مع تشكيلهم مجلساً رئاسياً مدنياً، وإعلانهم الاستقلال الذاتى عن حكم الإخوان، ثم انتهت بحرب شوارع بين المتظاهرين من طرف، وأهالى الأعصر، والإخوان، والأمن المركزى من طرف آخر.
بدأت الأحداث بتظاهرة فى الخامسة والنصف، نظمها شباب الثورة، ووقفة احتجاجية أخرى بميدان الحرية «الساعة سابقاً» شارك فيها البلاك بلوك، وكتائب الإعدام، وعدد من أعضاء ألتراس أهلاوى، مطالبين بإسقاط النظام.
وهتف المتظاهرون هتافات عدة من بينها «يسقط يسقط حكم المرشد»، «يا اللى بتسأل عايزين أيه.. قوللى مرسى عمل أيه»، «حلق حلق حوش.. مشروع نهضة طلع فنكوش»، «الشعب يريد إسقاط النظام».
شارك فى الوقفة عدد من أطفال الشوارع فى التظاهرة كما انتشر البلاك بلوك، وكتائب الإعدام بميدان الحرية، ولم تكتف الجماعة حينها بتأمين مقراتها فحسب، بل أرسلت عناصرها لمتابعة المظاهرة ومراقبة المشاركين وانتماءاتهم وهتافاتهم.
فى السابعة إلا ربع من مساء أمس بدأت تتحرك مسيرة من ميدان الساعة تقدمها شباب الثورة بدمياط، من مختلف الكيانات السياسية، وتصاعدت الهتافات الحماسية التى أشعلت الميدان من جديد، وهتف المتظاهرون «يا إخوان يا مفترين.. ليه قسمتم مصر اثنين»، وما إن وصلت المسيرة باتجاه مجمع المصالح بميدان سرور، بدأ شباب الثورة ينتشرون حول المجمع حتى سيطروا تماماً عليه، ورفعوا لافتات «هذا المجمع تحت سيطرة مجلس إدارة الثورة بدمياط»، كما كتبوا على الجدران «مغلق بأمر الثوار».
ووضع الثوار الحواجز الأمنية حول المبنى لمنع دخول أى شخص، كما فرشوا الخيام، وقام عدد من البلطجية بالاعتداء على عدد من الثوار ممن سيطروا على المجمع، وأغلقوا ميدان سرور بداية من أمام الكاتدرائية وحتى مبنى الدفاع المدنى.
وأكد «م. أ»، أحد المنظمين: «كان الهدف من السيطرة على مجمع المصالح هو منع دخول أى شخص كإحدى الخطوات التصعيدية».
واحتشد المئات من الثوار بالإضافة للآلاف من المواطنين الذين اعتبروا هذه الخطوة التى قد تؤدى لرحيل مرسى حينما يراها بجميع المحافظات.
وتقدم فى المظاهرات العديد من فتيات الثورة، كما ظهرت لأول مرة فتيات البلاك بلوك بدمياط.
وفى تطور سريع للأحداث، اعتدى بلطجية على عدد من الثوار الذين سيطروا على مبنى المجمع، وأغلقوا شارع ميدان سرور، بداية من مدرسة اللوزى، وحتى مبنى الدفاع المدنى، وأطلقوا أعيرة نارية فى الهواء.
على الفور تمكن المتظاهرون من ضبط ما بحوزتهم من أسلحة ولقنوهم علقة ساخنة ولكن تمكن البلطجية من الفرار حيث استمرت أعمال الفر والكر بين المتظاهرين والبلطجية لمدة نصف ساعة تقريباً.
ومع سخونة الأحداث واحتشاد الآلاف من أبناء دمياط بميدان سرور أعلن شباب الثوار بدمياط، المسيطرون على مجمع المصالح، استقلال المحافظة عن دولة الإخوان، وإعلان جمهورية دمياط المستقلة بحكم ذاتى، واختيار مجلس رئاسى مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية.
وشهدت محافظة دمياط بعدها حتى الساعات الأولى من صباح أمس أحداثاً أكثر سخونة أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالأعصر، وذلك حينما اتجهت مسيرة حاشدة من شباب الثورة من ميدان سرور وحتى مقر جماعة الإخوان المسلمين بالأعصر وبدأوا يهتفون «مش هنمشى.. هو يمشى»، فى الوقت الذى كان عدد كبير من أعضاء الجماعة يدافع عن مقرهم، وانتشرت عناصر الأمن المركزى فى محاولة منها لفض الاشتباكات بين المتظاهرين وأعضاء الإخوان، الذين شكلوا كردونا ًأمنياً لمنع محاولات اقتحامه.
على الفور أغلقت معظم المحال التجارية والصيدليات أبوابها خشية تعرضها للسرقة والاقتحام، وفى الساعات الأولى من صباح أمس أطلقت سيارة هيواندى مصفحة الأعيرة النارية من أمام مقر حزب الحرية والعدالة بالسنانية صوب المتظاهرين بالأعصر، وذلك حسبما أفاد شهود العيان لـ«الوطن».
من جانبه أكد د. مصطفى جاويش، نائب وكيل وزارة الصحة بدمياط، إصابة 3 نتيجة الاشتباكات التى حدثت، وتبادل إلقاء الحجارة بين الجانبين.