وتربويون: «التشفير» ووضع نموذجين للأسئلة الحل لمواجهة الظاهرة
مغيث
علق خبراء تربويون على «التسريب» بأنه تمرد على منظومة التعليم، التى تعمل بعقلية الخمسينيات، وأن الوزارة لم تضع الآليات الحقيقية والصارمة للتصدى لهذه الصفحات القائمة، مؤكدين أن منظومة العملية التعليمية فى مصر فشلت فشلاً ذريعاً فى التصدى لـ«الغش الإلكترونى»، مشيرين إلى أن وضع نموذجين والامتحان المشفر هما الحل أمام الوزارة.
وأكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن تسريب امتحان الـ3 مواد للثانوية العامة معناه تمرد الطلاب على منظومة التعليم، مشيراً إلى أن إعلان وزارة التربية والتعليم مسئوليتها عن ما حدث خلال سير العملية الامتحانية جاء لتهدئة الرأى العام. وقال «مغيث» لـ«الوطن»، إن هناك معلومات لدى الوزارة بأن الامتحان سُرب من داخل الوزارة نفسها، مشيراً إلى أن امتحانات «الثانوية» قائمة على شقين وهما تكافؤ الفرص والعدالة بين جميع الطلاب، فإذا سقط أحدهما وجب على المسئولين إلغاء الامتحان.
وأكد الخبير التربوى أن ضربة تسريب الأسئلة من الواضح أنها مقصود بها الإضرار بهيبة الدولة كلها، باعتبار أن امتحانات الثانوية أمن قومى، والتعبير عن رفض سياسة التهديد والرعب التى اتبعتها الوزارة فى الأيام القليلة السابقة لانطلاق الامتحانات. وأوضح «مغيث» أن الوزارة لا بد أن تُعيد النظر فى سياسة امتحانات «الثانوية» وطريقتها، فلا بد من إنهاء طريقة الامتحان الواحد والفرصة الواحدة والورقة الواحدة، فلا مانع من أن يتم وضع نموذجين مختلفين للامتحان داخل اللجنة الواحدة نموذج «أ» وآخر «ب»، بترتيب وأسلوب أسئلة مختلف، بحيث لا تكون اللجنة كلها بنفس الامتحان، كما لا بد أن يركز الامتحان على قياس قدرات الطالب العقلية ومهارات الفهم والتفكير عنده، بدلاً من الاكتفاء بقياس مهارات الحفظ على مدار السنوات الطويلة الماضية. وقال طارق نور الدين، الخبير التربوى ومعاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إنه من «الغباء» اتباع نفس الأسلوب ونفس الطريقه وننتظر نتيجة مختلفة، منوهاً بأن الوزارة تفتقد فن إدارة الأزمات، لذلك تم تسريب الامتحانات، موضحاً أن الوزارة عاجزة تماماً عن التصدى لصفحات الغش الإلكترونى.
وعن إلغاء الامتحان، أكد «نور الدين» لـ«الوطن»، أن الوزارة ستتحمل عشرات الآلاف من الجنيهات مقابل إلغاء الامتحان، مشيراً إلى أن تلك الحادثة تؤكد عدم قدرة الوزارة على السيطرة على الامتحانات، فقد كان على الوزارة وضع خطط بديلة وامتحان بديل تلجأ إليه فى حال تسريب أحدها، مضيفاً أن استراتيجية 2014|2030 التعليمية التى تم وضعها على أيدى خبراء تربويين فى غرف متتالية وتمت الموافقة عليها من الرئاسة مرتين، لم تنفذ حتى الآن والنتيجة هى المهزلة الحادثة فى امتحانات الثانوية. وأفاد الخبير التربوى أن تلك الاستراتيجية تتضمن برنامج الطباعة اللامركزية والامتحان المشفر، حيث يتم إرسال الامتحان لجميع القطاعات على مستوى الجمهورية بالتشفير قبل ساعة من وقت الامتحان، ومن ثم يفك التشفير فى نفس الوقت تحسباً للتسريبات. وعلق عبدالناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، على تسريب أسئلة الثانوية العامة، قائلاً: «نظام التعليم فى مصر عقيم».