بعد إحالة "الشاب العاري" للمحاكمة.. ما هي حدود حريتك داخل منزلك؟
أرشيفية
مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد أثناء فصل الصيف، يلجأ البعض إلى حّيل تجعله أكثر انتعاشًا واستقبالًا لرطوبة الصيف، فمنهم من يجد انتعاشه على الشواطئ، وعلى الجانب الآخر نجد أناسا تستبيح الوقوف في "البلكونة" عُراة دون خجل من الجيران أو المارة بالشوارع، معتبرين ذلك ضمن حدود "الحريات الشخصية"، إلا أن نيابة حدائق القبة أحالت شابًا في العقد الثلاثين من عمره اليوم، إلى محكمة الجنح، لوقوفه في شرفة منزلهم عاريًا ومعاكسة السيدات في نهار رمضان.
وللمرء حرية شخصية يتبعها وفقًا لمفاهيمه الفردية، إلا أن هناك منهجا يتبعه البعض بالوقوف عرايا خارج شرفة المنزل المكشوفة، وخدش حياء الآخرين، هكذا أكد عمرو أمام، المحامي الحقوقي، أن الوقوف في "البلكونة" يُعتبر من الحرية الشخصية للفرد ولا يجوز المساس بها، فهو يتحرك داخل حدود منزله، دون أن يتعدى على ملكيات الغير، وفي حال استخدام تلك الحرية خطًأ كمعاكسة السيدات فذلك يُعتبر جريمة ويعاقب عليها لفرد، لإيذاء المارة وإصراره على رؤيته عاريًا، ما يخدش حياءهم.
النظر إلى الفرد في "بلكونته" يعتبر أمرًا تجسسيٍا وانتهاكا لحرية الآخرين، حيث شدد "إمام"، في تصريحات صحفية لـ"الوطن"، أن رؤية الفرد عاريًا داخل "البلكونة" يعتبر تجسسا من الذي رآه ويعاقب عليه ذلك الشخص.
اعتبار "البلكونة" خارج إطار المنزل، ومن ذلك يجب احترام قدسيتها لاعتبارها مكانًا عامًا، وارتكاب أي خطأ يعد جُرمًا يعاقب عليه القانون، بهذا عبرت الدكتورة فوزية عبد الستار، أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة، مشيرة إلى أن وقوف المرء داخل البلكونة عاريًا يعد جريمة تحمل الفعل الفاضح داخل المكان العام.
وشددت عبد الستار، لـ"الوطن"، على أن الأفراد الذين يقفون في بلكونتهم عليهم احترام الآداب العامة ومشاعر الآخرين، حتى لا يتسببوا لهم في إحراج أو خدش حيائهم، موضحة أن الظهور على المارة من خلال البلكونات بدون ملابس يعد من الآداب المنافية للذوق العام، وجريمة يعاقب عليها القانون.
"فالحرية الشخصية تقف عند حدود حرية الآخرين".. بتلك المقولة أكدت ماجي الحكيم، خبيرة الإتيكيت، أن افتعال الضرر للفرد دون أن يلحقه بالآخرين، يدخل في إطار حريته الشخصية، لكنه في حال الوقوف عاريًا مع التعرض لكثير من المارة فأنه بذلك يؤذي الآخرين.
بينما رأت أنه من حق المرء أن يمارس حريته بما لا يتعارض أو يخدش حياء المحيطين به، وضرورة الالتزام بآداب وإتيكيت الذوق العام، الذي يفرضه علينا المجتمع الذي نعيش فيه.