أزمة المياه | حرب قرى فى البحيرة على الآبار الجوفية ومياه «الفشل الكلوى»
تحولت بعض قرى محافظة البحيرة إلى صحراء جرداء، تعتمد الآبار كمصدر حيوى للمياه، بعد أن تقطعت بأهلها سبل العثور على مصدر لمياه نقية، هنا تتشوق نحو 600 أسرة فى قرى أبوحسين، وضيف الله، وإبراهيم البنا، وحمد، التابعة لمجلس قروى «أبوالنوم» فى كفرالدوار، لنقطة مياه خاصة فى شهور الصيف الملتهبة، بسبب وجود تلك القرى على تلال جبلية ترتفع لمسافة 8 أمتار.
يقول سلامة إدريس، موظف بالجمعية الزراعية فى «أبوالنوم»: «توقف العمل بالخزان المقرر إنشاؤه هنا، لامتناع صندوق الإنماء الكويتى عن التمويل، بسبب الظروف الحالية التى تمر بها البلاد»، مشيرا إلى أن الأهالى يضطرون لشراء الجراكن، بعد تعبئتها من خط المياه القادم من الإسكندرية، ما دفعهم لإبداء رغبتهم فى نقل تبعيتهم إداريا من البحيرة إلى الإسكندرية.
ويعانى سكان مشروع «ابنى بيتك» فى النوبارية من النقص الحاد فى مياه الشرب، إذ تتعمد الشركة قطعها باستمرار دون إبداء أسباب، حسب الأهالى، ما يضطرهم إلى تخزين ما يستطيعون جلبه من الترع والمصارف، التى تغذى الأراضى الزراعية. وفى منطقة الرست هاوس بوادى النطرون، لا توجد غير المياه المالحة، ما يصيب الأهالى بأمراض مزمنة أبرزها الفشل الكلوى، فيضطرون لشراء حصص محمولة من مناطق بعيدة.
وفى قرية فيشا بمركز المحمودية، زاد هذا النقص معدل الأمراض المزمنة بين الأهالى، وأثبتت تحاليل العينات عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، وتغير لونها وطعمها ورائحتها، ويقول عبدالله على: «تعانى 5 قرى فى البحيرة من أزمة حالية؛ أبو كبارية وهارون المجددة وإسكندر ورزق الله والعمدة منيسى، الأهالى لم يكفوا عن إرسال الشكاوى إلى شركة المياه والمسئولين، لكن أحد لم يفكر فى الرد، رغم أن الشركة تحصل قيمة الفواتير بانتظام»، موضحا أن المصدر الوحيد فى تلك القرى الآبار الجوفية فى القرى المجاورة، وباتت نقطة المياه تساوى حياة إنسان من كثرة المواجهات والنزاعات أثناء تعبئة الجراكن من تلك الآبار.
ويقول محمود أبوحسن: «رحلة المعاناة بحثا عن قطرة مياه، زادت مع دخول الصيف، حيث إن الذهاب إلى القرى المجاورة لجلب المياه أصبح شبه مستحيل فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما فاقم المشاكل بين الأهالى بسبب تخزين المياه»، مضيفا: «تواجهنا مشكلة كبرى عند حدوث حالة وفاة، بسبب قلة مخزون المياه، ونضطر لتغسيل الموتى من مياه المصارف مجبرين، الأمر الذى يزيد حزن أهل الميت، لكن الحى أبقى من الميت»، مشيرا إلى انسداد الماسورة العمومية التى تغذى القرى الـ5 يعطل حل المشكلة، رغم إبلاغ المسئولين بشركة مياه أبوحمص، الذين يتكاسلون عن فتحها حتى الآن.