«أمينة» وبنات الذوات يطبخن وجبات رمضان فى الجراج: «كله بثوابه»
صورة من أعمال الطهي
«دى مولودة فى بقها معلقة دهب»، هكذا يصفها البعض، بينما يراها آخرون «بنت ذوات» فيما تصف هى نفسها قائلة: «أنا مصرية وبنت البلد دى، كتير بيقولوا إنى عايشة عيشة مرتاحة، لكن ساعات كتير بحس بغيرى والناس المحتاجة، وعشان كده اتعلمت أطبخ»، وتضحك أمينة فكرى، التى قررت أن تتعلم الطبخ مع قدوم شهر رمضان هذا العام، لعمل وجبات إفطار للمحتاجين بمنطقة سكنها فى التجمع الخامس.
لم تكن «أمينة» السيدة الوحيدة التى قررت أن تتعلم الطبخ، شاركها القرار مجموعة من سيدات «ولاد الذوات»، كما يلقبهن البعض، لعدم حبهن المطبخ وإعداد الوجبات، واعتمادهن الكامل فى أغلب الأحيان على «الدليفرى» لعدم إرهاقهن، بحسب أمينة (33 عاماً) وتقول: «فى حياتى كلها عمرى ما دخلت مطبخ غير مرات تتعد على الصوابع، بقالى 5 سنين متجوزة لكن عندى شغالة واعتمادى الأكبر إنى بشترى أكل جاهز من بره، بس السنادى فى رمضان قررت أتعلم الطبخ عشان أطبخ بإيدى للناس المحتاجة لأنه مش عيب، وكله بثوابه».
قرار «أمينة» الذى اتخذته لتعليم الطبخ حتى تتمكن من إعداد الوجبات فى رمضان للبسطاء بنفسها، نال إعجاب مجموعة من جاراتها السيدات، فقررن مشاركتها: «عرضت الفكرة على جيرانى المجاورين لفيلتى واستقبلوها بترحاب، واتعلمنا الطبخ من قنوات الطبخ والفيديوهات على النت، عشان نقدر نقدم أكل كويس يليق بالناس الغلابة، وبقينا طباخين بريمو».
أسبوعان، المدة التى استغرقتها «أمينة» وجاراتها فى تعلم أكلات متنوعة، لعمل وجبات رمضانية يومياً: «مأخدناش وقت كتير، احنا معظمنا ماكنش عندنا تجربة مع المطبخ، كل الناس كانت بتقول علينا إننا بنات ذوات، ومالناش فى أى حاجة، حتى أهالينا ماكانوش بيدخلوا المطبخ ومعتمدين على الشغالات والطباخين طول الوقت، لكن قررنا نكسر كل الحواجز دى ونقعد قدام الحلل ونعمل أكل بإيدينا للناس المحتاجة».
داخل جراج فيلا «أمينة» اتخذت السيدات مكاناً لإعداد الوجبات لبسطاء المنطقة بإيديهن، دون مساعدة أحد، يفترشن الأرض وسط أجولة الأرز والخضراوات ولحوم الأضاحى مع دقات الثالثة عصراً، عازمات النية لإعداد الوجبات الرمضانية للفقراء والمحرومين، ويحرصن على أن تكون من نوع خاص، بحسب «أمينة»: «بقينا نعمل أحلى أكل، وبنفرح جداً لما الناس بتشكرنا على إن الأكل طعمه كويس، مع إن عمرنا ما دخلنا المطبخ بشكل احترافى أو دايم، ولا كنت بفكر أبداً إنى أقعد وسط حلل وأطبخ وأتبهدل، لكن كله يهون بابتسامة الأطفال وولاد البوابين اللى بشوفهم بييجوا ياخدوا مننا الأكل، ويبقوا فرحانين».
تتكلف «أمينة» وصديقاتها تكلفة شراء المأكولات التى يطبخنها فقط، ونوعية الوجبات تختلف كل يوم عن الآخر: «احنا كل يوم بنطبخ صنف جديد، لحد دلوقتى طبخنا رز ومكرونة ولحوم وفراخ، ده غير إننا مش بنسلق الفراخ واللحمة بس، بنعملها بطرق مختلفة، منها البكاتا ولازانيا وبشاميل وبنحط عليها كريمة لبانى، وبنزينها، لأن الهدف مش إننا مجرد نطبخ للغلابة، أكتر من إننا نطبخ ليهم أكل حلو يحسوا منه إننا مقدرينهم، ومش مجرد أكل بنطبخه ليهم وخلاص».