بالصور| مسجد "الأزرق" .. إبداع أمير القصور لنفسه
في طريق الخروج من الدرب الأحمر إلى مسجد الرفاعي، يقع مسجد حديث الترميم على أحد جوانب شارع باب الوزير، يحمل اسم "الأمير آق سنقر"، ويعرف بين ساكني الشارع بـ"مسجد الأزرق"، نسبة إلى زخارفه التي تحمل اللون الأزرق من الداخل، بناه الأمير معتمدا على خبرته الذاتية في الإشراف على بناء القصور والمساجد السلطانية.
"المسجد الأزرق" أحد التحف المعمارية الإسلامية في مصر، لصاحبه الأمير آق سنقر السلاري الناصري، كان في الأصل من مماليك السلطان قلاوون، يرجع اسمه في لغة أتراك وسط آسيا بمعنى "الطير الأبيض"، فـ"سنقر" فهو اسم للصقر الذي كان يستخدمه الملوك والأمراء في الصيد، ويعيش في مناطق القوقاز وتركستان، وترقى في البلاط السلطاني حتى قربه السلطان الناصر محمد وزوجه إحدى بناته، تقلد وظيفة نائب السلطان بمصر 1342م، ولاه نيابة طرابلس، وما لبث أن غضب عليه السلطان حاجي بن الناصر سنة 1347م، وقبض عليه، وحبسه، ومات في نفس السنة، ودفن في جامعه.
يتكون المسجد من أربع واجهات حجرية بها مجموعة من الشبابيك الخشبية المزخرفة، يصعد إلى المدخل الرئيسي بسلالم حجرية، يبلغ عرض المسجد 80 مترا وطوله 100 متر، له ثلاثة أبواب، في الواجهة الغربية، وآخر في الواجهة الشمالية، والثالث في الواجهة الشرقية، وترتبط به قبة ضريحية، يتوسط المسجد صحن مفتوح محاط بأربعة أروقة ذات أعمدة، أكبرها رواق القبلة.
تغطي جدران الجانب الشرقي للمسجد "القاشاني" الأزرق، حتى باسم الجامع الأزرق، والفن القاشاني هو من الفنون الزخرفية الفارسية.
بعد أكثر 21 عاما، أغلق فيهم المسجد بسبب الأضرار التي لحقت به بعد الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992، افتتحه الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، بحضور الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة، غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى وليلى إسكندر وزيرة التطوير الحضرى، بعد ترميمه في 4 سنوات بتكلفة بلغت 2 مليون دولار، حيث تمت معالجة الأحجار إنشائيا ثم معالجة الجزء الرخامي الأزرق بشف الرسم ورسمه من جديد ومعالجة الرسمة، وتجديد الإنارة الكاملة للمسجد.