أبناء الفنانين القدامى يرفضون تشويه تراثهم فى الإعلانات
«الحضرى» و«شحاتة» فى إعلان يستغل أغنية «الجيل الصاعد»
أغنية «سواح» وأوبريت «الجيل الصاعد»، عملان من زمن الفن الجميل، أطلا علينا هذا العام عبر إعلانات رمضان، لكن بصورة «مشوّهة» حسب المشاهدين من محبى ومتابعى الفن القديم، الأغنية الأولى للراحل عبدالحليم حافظ تم توظيف لحنها على كلمات وصفها البعض بـ«دون المستوى»، وبها إيحاءات غير لائقة «من بره زنقة وجوه براح»، لتُناسب الدعاية لإحدى شركات الملابس الداخلية، والأغنية الثانية لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، استُخدم لحنها فى إعلان أحد البنوك، مع تغيير الكلمات لتتفق مع طبيعة الإعلان. اعتراض شديد اللهجة عبّر عنه الدكتور نبيل رزق، رئيس لجنة أبناء فنانى الزمن الجميل، من استغلال شركات الدعاية والإعلان تراث كبار النجوم دون الرجوع إلى أسرهم، وبشكل مسىء أحياناً: «الإعلانات تستخدم أغانى تراثية، بشكل غير لائق، دون الرجوع إلى أصحابها، وأخذ إذن من الورثة، وتكتفى بالاتفاق مع جمعية الملحنين والمؤلفين، رغم أنها جهة من المفترض ألا يُعتد بها، ولا بد أن يتم الرجوع إلى أبناء أو أقارب أبطال الأعمال التى تستغل فى الإعلانات».
«رزق»: «جمعية المؤلفين والملحنين» ليست منوطة بالموافقة والمفروض الرجوع
يستشهد «رزق» بإعلان أحد البنوك، الذى ظهر فيه نجوم كرة القدم مثل حسن شحاتة وبيبو وآخرون، وفى الخلفية ألحان أغنية «الجيل الصاعد»، دون الرجوع إلى أسرة «عبدالوهاب»، لاستئذانهم فى استغلال تلك المقطوعة الموسيقية فى الإعلان. ليست الأغانى التراثية وحدها ما يُستغل فى الإعلانات، إنما يتم أيضاً تقليد شخصيات راحلة، والاستعانة بكلماتها ومواقفها الشهيرة مثل زينات صدقى وعبدالفتاح القصرى وآخرين، دون الرجوع إلى أسرهم، وفقاً لـ«رزق»، مشيراً إلى أن الغرض من الرجوع لأصحاب تلك الروائع ليس الاستفادة المادية فقط، إنما التأكد من تقديم العمل فى شكل لائق: «لما بيعترض ورثة أى فنان على إعلان، بتكتفى شركة الدعاية بتقديم مبلغ مادى بسيط 5 آلاف جنيه على سبيل المثال كترضية، رغم أنهم بيكونوا متفقين مع شركة الملحنين والمؤلفين على مبالغ كبيرة».
إلى الورثة.. و«إبراهيم»: نسمح باستغلال المصنف فقط دون تشويهه أو تغييره
«من حق أى شخص يريد عمل إعلانات أو أى عمل فنى ويريد استغلال أغانٍ أو أعمال فنية قديمة، إما الرجوع إلى الأصل بأن يذهب إلى الورثة مباشرة، أو أن يأتى إلى الجمعية التى يكون لديها توكيل من الورثة»، كلمات فوزى إبراهيم عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين، واستشهد بقيام المسئولين عن إعلان إحدى شركات المحمول الخاص بأوبريت «الليلة الكبيرة»، بالاتفاق مع الجمعية على استغلال العمل الفنى، بعد الاتفاق مع ورثة الشاعر صلاح جاهين، وأبناء سيد مكاوى. وقال: «الجمعية تعطى تصريحاً باستغلال المصنف، بحيث لا يمكن تشويهه أو تحويره أو تغييره، وإذا كان المؤلف والملحن على قيد الحياة يتم الاتفاق معهم مباشرة، وإذا لم يكن على قيد الحياة يذهب للورثة، وإذا وافق الورثة ومنحوه توكيلاً يأتى إلينا، وبالتالى الموضوع ليس حكراً علينا، ونحن لم نمنع جمعية أبناء فنانى الزمن الجميل من أى شىء المهم أن يكون لديهم إعلام وراثة بأنهم المسئولون عن العمل الفنى».