عباس الطرابيلي يكتب لـ"الوفد": "مآذن المساجد.. وسائل إعلام"
عباس الطرابيلي
قال الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي، في مقاله بجريدة "الوفد" تحت عنوان "مآذن المساجد.. وسائل إعلام"، إن "كما كانت المسلات في العصور الفرعونية، هي صحفا ووسائل إعلام الفراعين.. فإن مآذن المساجد، كانت فعلاً الإذاعة والتليفزيون بل والمسحراتي لإعلام الناس بموعد الإفطار وأيضاً موعد الإمساك، حتى قبل عصر المسحراتي، ولذلك تطور (فن) بناء المآذن.. بتطور ارتفاع المباني والعمائر!".
وأضاف الطرابيلي أن "المئذنة كانت- في البداية ـ هي أعلى مبنى في المدينة الإسلامية.. يعتليها شاب حلو الصوت لكي يعلن للناس، أنه حان موعد الصلاة، أي أذن لكم الصلاة، وكلما ارتفع مستوى المباني، اقتضى الأمر زيادة ارتفاع المئذنة، تماماً مثل المنبر في المساجد، في البداية كان المنبر مجرد مكان مرتفع عن باقي المصلين ليصل إليهم صوته بخطبة الجمعة، وخطبة العيد، ولما زادت مساحة المساجد اقتضى الأمر زيادة ارتفاع المنبر، حتى يراه كل من بالمسجد".
وأوضح أنه "وقبل المسحراتي استخدم المسلمون المآذن كوسيلة إعلام، كانوا يرفعون فانوساً منيراً فوق المئذنة ليعلم الناس بأن موعد طعام الإفطار قد حان، وأما لإعلامهم بالإمساك عن الطعام فكانوا يطفئون هذا الفانوس، وإن كناـ ونحن أطفال ـ نطوف بالحارات والأزقة فنحن نهتف بكلمة (ارفع) أي ارفع يدك عن الطعام وتوقف عنه فقد حان موعد الإمساك".
وأشار إلى أن "تطور ارتفاع المئذنة كلما ارتفعت المباني، مثلاً: تابعوا مئذنة مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة (الفسطاط) أو مئذنة الباب الأخضر لمسجد الحسين.. الأولى (الباب الأخضر) قديمة عندما كانت مباني الحي منخفضة.. فلما ارتفعت المباني وتقرر إعادة بناء المسجد.. ارتفع بناء المئذنة، وهى على الطراز العثماني.. وهكذا الوضع.. في الجامع الأزهر.. ولاحظوا القديمة.. ثم لاحظوا المئذنة ثنائية الطبقة العلوية التي بناها السلطان قايتباي.. بل وأيضاً مئذنة مسجد السلطان حسن في ميدان القلعة.. ولما بني مسجد الرفاعي نجد أن المئذنة فيه أعلى من مئذنة السلطان حسن، الذي نعتبره معمارياً ـ هرماً رابعاً"، مختتما "ويبقى الدور الإعلامي للمئذنة قائماً، حتى في عصر القنوات الفضائية".