«مسيحى» يُوزّع وجبات الإفطار على الصائمين: «الدين لله ورمضان للجميع»
مينا عازر بجوار أصدقائه المسلمين
«الدين لله ورمضان للجميع»، بهذه الكلمات عبّر أحد الشبان المسيحيين عن مدى التلاحم بين عنصرى الأمة، أثناء مشاركته فى حملة لتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين فى شوارع مدينة دمنهور، بمحافظة البحيرة، خلال الساعات الأخيرة من النهار، طوال شهر رمضان.
وبينما أكد إيمانه بمقولة «الدين لله والوطن للجميع»، أضاف «مينا عازر» بُعداً جديداً لتلك المقولة، بقوله إن «رمضان للجميع» أيضاً، فى محاولة منه لتأكيد أن «المصريين، مسلمين ومسيحيين، من نسيج وطنى واحد»، وأنه «رغم المحاولات الحثيثة والخبيثة لاختراق وضرب هذا النسيج، فإنه متماسك ضد تلك المحاولات».
وقال «عازر»، أمين العمال فى حزب «مستقبل وطن» بمدينة دمنهور، فى تصريحات لـ«الوطن»: «شاركت وأسهمت فى إعداد وجبات إفطار رمضانية، وقمنا بتوزيعها على إخواننا المسلمين، الذين حل عليهم وقت الإفطار وهم فى الشوارع»، مشيراً إلى أن «أمانة العمال كانت سبّاقة إلى تنفيذ فكرة إعداد وتوزيع وجبات إفطار رمضانية على الصائمين» فى شوارع كبرى مدن محافظة البحيرة.
وتابع الشاب المسيحى، وتكسو وجهه علامات من السعادة، قائلاً: «الحمد لله، نجحت مع زملائى وأصدقائى، سواء من المسلمين أو المسيحيين بالأمانة، فى تنفيذ أول دفعة من الفكرة، ووزّعنا 200 وجبة إفطار على الصائمين بشوارع منطقة شبرا بمدينة دمنهور»، معتبراً أن «شهر رمضان مش بس للمسلمين وحدهم، لكنه للجميع، وعلينا جميعاً أن نتشارك فى جميع مناسباتنا، لتأكيد أننا مصريون من نسيج واحد، وأننا قادرون على دحض كل محاولات ضرب الوحدة الوطنية القوية، التى يتميّز بها المجتمع المصرى عبر العصور».
وأضاف «عازر»، وهو موظف بجامعة دمنهور، أنه خلال الفترة الأخيرة مر بوعكة صحية ألزمته فى منزله لعدة أيام، مشيراً إلى أن معظم من قاموا بزيارته كانوا من أصدقائه المسلمين، متابعاً: «أسكن فى شارع بمدينة دمنهور كل سكانه مسلمون، وأكثر أصدقائى مسلمون، ونتشارك فى جميع المناسبات، ونحرص على مؤازرة ودعم بعضنا بعضاً، لأننا باختصار مصريون، ولا نتعامل على أننا مسلمون أو مسيحيون».
وعن محاولات إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فى عدة أنحاء، شدّد «عازر»، على قوله «إن مصر أبية على الفتنة الطائفية، المسلمون والمسيحيون سيظلون، إلى الأبد، يمثلون نسيجاً واحداً»، مؤكداً أنه «يجب أن يأخذ القانون مجراه فى المشكلات والأزمات العارضة، التى تحدث بين بعض المسلمين والمسيحيين هنا أو هناك، ولا يجب تصويرها على الإطلاق، على أنها فتنة طائفية».
وأكد أنه يحرص باستمرار على مشاركة إخوته المسلمين جميع مناسباتهم، كما يحرصون هم أيضاً على مشاركته وإخوته المسيحيين جميع مناسباتهم، «لنؤكد للجميع أن مصر بخير وستظل بخير، طالما ظلت الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة فى أبهى صورها، ولن تتمكن أى مؤثرات أو محاولات خارجية من المساس بتلك الوحدة، التى عُرفت على مر العصور والأزمنة، بأنها قوية ومتينة وستظل كذلك»، مؤكداً أن «المسلمين والمسيحيين دائماً على قلب رجل واحد، فى وطن سيظل متماسكاً وقوياً، فى وجه المؤامرات التى تُحاك ضده لإضعافه وتفتيته»، وقال: «هذا لن يحدث أبداً، طالما ظل المصريون إيد واحدة».
واختتم «عازر» تصريحه بقوله: «يجب أن نستغل شهر رمضان فى تجسيد وتأكيد وحدتنا الوطنية القوية، وأنه لا توجد أى خلافات بين المسلمين والمسيحيين»، مؤكداً أن ما يحدث هنا وهناك من مشكلات وأحداث، هى أحداث ومشكلات فردية وعادية جداً، يجب ألا يتم تضخيمها فى وسائل الإعلام، ويجب أن يأخذ القانون مجراه إزاء المتورطين فيها.