عابد فهد: «سمرقند» عمل تاريخى يعبر عن العصر الحالى وانتظرونى مطرباً بأغنية من تراث والدى
عابد فهد
يعود النجم السورى عابد فهد، للدراما التاريخية من جديد، عبر مسلسل «سمرقند»، بعد سلسلة من البطولات التاريخية المميزة، أبرزها مسلسلات «الزير سالم»، و«الحجاج»، و«الظاهر بيبرس»، حيث يجسد «عابد» فى العمل الجديد شخصية «حسن الصباح»، ويرصد فترات حكم السلاجقة والقرامطة والحشاشين، وفى حواره لـ«الوطن» تحدث «عابد» عن أسباب مشاركته فى بطولة «سمرقند»، وتحضيراته للدور، معلناً لأول مرة عن استعداده لغناء أعمال من تراث والده المطرب الراحل جورج فهد، والكثير من التفاصيل والأسرار خلال السطور المقبلة.
■ ما أسباب موافقتك على بطولة المسلسل التاريخى «سمرقند»؟
- أسباب عدة حسمت موافقتى، أبرزها ملاءمة موضوع «سمرقند» للعصر الحالى، رغم وقوع أحداثه فى زمن قديم، وتحديداً أثناء فترات حكم السلاجقة والقرامطة والحشاشين، حيث يتم رصد طبيعة العلاقة التى جمعت عمر الخيام بحسن الصباح، وإن كنت لا أدرى إذا كانت وصلت إلى حد الصداقة أم لا، ولكن ما أعلمه جيداً أنهما درسا معاً فى صغرهما حسبما جاء فى إحدى الوثائق، رغم نفى وثيقة أخرى وجود أى علاقة بينهما، سواء فى مرحلة الطفولة أو الدراسة.
علينا النبش فى تاريخنا القديم لأن ما حدث فى الماضى أوصلنا إلى ما نحن عليه من تشتت وحروب طاحنة ولا أمانع من خوض زوجتى تجربة التمثيل بشرط تقديم عمل يناسب شخصيتها كإعلامية
■ كيف توصلتم، إذن، لحقيقة العلاقة بين الشخصيتين وسط هذه الإشكالية التاريخية؟
- «ابن الأثير» نفى فى «البداية والنهاية» وجود علاقة بين «الصباح» و«الخيام» فى مرحلة الطفولة أو الدراسة، بينما أكد الكاتب الكبير أمين معلوف فى رواية «سمرقند» وجود صداقة بينهما إلى حد ما، وانطلاقاً مما جاء فى هاتين الروايتين، فنحن أمام موضوع إشكالى ما بين التنوير والظلامية، أو بالأحرى بين فكرة أن تكون حراً وأن تبقى مكتشفاً للكون والخليقة، وهنا أتحدث عن عمر الخيام الذى اكتشف الكواكب والنجوم والأبراج والتقويم السنوى، وكذلك عن موهبته الشعرية التى تركت أثراً دامغاً فى هذه الفترة الزمنية وداخل قلوب كل من قرأ شعره، وفى المقابل نتحدث عن حسن الصباح، الذى أسس جيشاً لا يخلو من القتلة والسفاحين.
■ كيف تحضرت لشخصية «حسن الصباح»؟
- استعنت بمراجع عن هذه الشخصية، بحكم أنه كان مادة ثرية للعديد من الكتاب، أبرزهم ابن الأثير فى «بداية ونهاية»، وهى رواية غنية وثرية، وأيضاً رواية «قلعة آل موت» وتعنى عش الغراب، وتعود إلى القلعة التى أسس فيها الصباح جيشه ومملكته، حيث استمددت الكثير من المعلومات عبر هذه المراجع، وأديت الشخصية التى تلقيت عنها ردود فعل جيدة.
■ ما أسماء الدول التى صورتم فيها أحداث «سمرقند»؟
- صورنا فى الأردن، أبوظبى، وكانت هناك مشاهد خارجية قمنا بتصويرها بالقرب من دولة النمسا.
■ ألا تجد أن الأعمال التاريخية لم تعد تتمتع بنسب مشاهدة مرتفعة وتحديداً من الأجيال الجديدة؟
- الفضائيات أصبحت منتشرة ومتعددة، وعلينا كصناع للدراما تقديم كل الأشكال الدرامية من كوميديا وتراجيديا ودراما تاريخية..إلخ، وإذا كان الشارع يريد نمطاً معيناً، فهذا لا يعنى التوقف عند هذا النمط وعدم تقديم باقى الأنماط، بل بالعكس فلا بد من النبش فى تاريخنا القديم وإعادة تقديمه وطرحه من جديد، بغرض إطلاع المشاهد عما جرى فى هذا التاريخ؟ ما الذى حدث فى هذه الفترات الزمنية وأوصلنا إلى ما نحن عليه حالياً من تشتت وفراغ وحرب طاحنة دائرة هنا وهناك.
■ هل ترى أن ملامحك الشكلية وراء انحصارك فى أدوار الشر خلال الأعوام الأخيرة؟
- ربما لعبت ملامحى دوراً فيما جاء بسؤالك، ولكن هذا الانطباع ترسخ فى أذهان الناس منذ عرض أول عمل لى فى مصر، ولكن بالنظر إلى أدوارى الأخيرة، سنجد أن الشخصية التى جسدتها فى مسلسل «لو» لم تكن شريرة، أما دورى فى «لعبة الموت»، فكان لشخص يعانى من تركيبة نفسية معقدة، ممثلة فى حبه للاستحواذ، وهذه الشخصيات مركبة بطبعها من وجهة نظرى، أى لا تتمتع بالشر المطلق، لأن لديها مبررات للشر، وأرى أن مساحة اللعب عبر هذه الشخصيات تمنح الممثل متعة أكبر عند تجسيده لها.
■ صرحت أخيراً بأنك ترفض تقديم أفلام من نوعية «الهشتك بشتك» بحسب وصفك.. فماذا كنت تقصد من هذا التصريح؟
- ضاحكاً: أقصد الأفلام الترفيهية الذى لا تحمل مضموناً فى طياتها، لأنى أرفض تقديم الموضوعات السينمائية التى لا تقدم ولا تؤخر، وأعتبرها أفلاماً سطحية من وجهة نظرى.
■ ولكن إحدى رسائل الفن تسلية وإمتاع الجمهور حتى حال عدم تضمن العمل الفنى لأى رسالة واضحة الملامح؟
- لا بد من وجود رسالة داخل الفيلم، ومن الضرورى أن يتضمن قصة وهدفاً وفكرة، وإلا لا يعتبر فيلماً من الأساس.
■ لماذا لم تفكر فى إحياء تراث والدك المطرب الكبير جورج فهد بغناء واحدة من أغنياته بما أنك تملك صوتاً عذباً؟
- هذه الفكرة جالت بخاطرى، وسؤالك يرسخها فى ذهنى، وسيدفعنى للعمل عليها، والله العظيم سأعمل عليها، لاسيما أن هناك أغنيات للوالد محببة إلى قلبى، منها «ما أحلى الفسحة» التى غناها مطربون كثيرون من بعده، وأغنيات من التراث أيضاً، مثل «على روض الحبيب فتنا»، ورغم أن أغنية «ما أحلى الفسحة» من التراث السورى، إلا أن كلماتها قريبة من اللهجة المصرية، وسأعمل على غناء واحدة من أغنيات والدى خلال الفترة المقبلة.
■ وماذا عن موقفك من تقديم برامج تليفزيونية على غرار زوجتك الإعلامية زينة يازجى؟
- لم أتلق عروضاً لتقديم برامج تليفزيونية، وأرى أنه ليس بوسعى التصدى لتجربة التقديم، لأنها ليست منطقتى، وصبرى يضيق منها.
■ وهل توافق على امتهان زوجتك لمهنة التمثيل بجانب عملها الإعلامى؟
- لا أمانع خوضها للتجربة عبر عمل فنى، يليق بشخصها كإعلامية وصاحبة كلمة فى مجال الإعلام، ولها تأثيرها فى الرأى العام العربى، وإذا أرادت أن تخطو هذه الخطوة، فلا بد أن تكون مدروسة بدقة، كى تظل محافظة على مكانتها الحالية، وألا تؤثر فى الوقت نفسه على مهنتها كإعلامية.
■ من النجم السورى الأكثر شعبية فى مصر فى تصورك؟
- لم أقم باستفتاء فى هذا الصدد، ولكنّ هناك نجوماً سوريين سبقونى إلى مصر، ويتمتعون بحضور كبير وطاغ، مثل الأستاذ جمال سليمان، الذى اكتسب جماهيرية واسعة عند تقديمه لمسلسل «حدائق الشيطان»، وما زالت جماهيريته حاضرة، رغم تقديمه بعدها لعدد من الأعمال التى لم تحقق صدى، ولكن يظل حضوره مؤثراً فى الدراما التليفزيونية، أما على الصعيد الشباب، فأجد تيم حسن من الممثلين الذين تركوا بصمة فى مصر، كما أحببت تجربة باسل خياط فى مسلسل «طريقى»، الذى عُرض فى رمضان الماضى، وأجدها ناجحة وحاز بسببها على حب الجماهير.
■ مررت بفترة طاردك فيها هاجس الموت.. فهل تخلصت من هذه الحالة حالياً؟
- نعم، وأرجع مرورى بهذه الحالة إلى نوع من القلق، الذى يؤدى بصاحبه إلى الخوف من النجاح أو الفشل، وأنا مررت بأزمات اجتماعية ومادية.. إلخ، بالإضافة إلى صعوبة مهنة التمثيل والإرهاق الناتج عنها، فهى تثير أعصاب الممثل، ولا أدرى من أين تملكتنى فكرة الموت، ولازمتنى مثل ظلى وخيالى أينما ذهبت، ولكنى تخلصت من هذا الكابوس عبر ممارسة الرياضة.