المواطنون يشعرون بالغضب من إعلانات رمضان: كده هتدفع وكده هتدفع.. «لا مفر»
حسين - أشرف
غضب سيطر على المواطنين بسبب موجة الإعلانات التى غزت الفضائيات على مدار أيام الشهر الكريم، وصورت مصر فى صورتين، إحداهما دولة فقيرة تحتاج إلى الدعم والتبرع، والأخرى دولة مختلفة تماماً، تغرق فى الرفاهية، بين الصورتين لم يجد المواطن من متوسطى ومحدودى الدخل نفسه، ولم يشاهد الواقع الذى يطالعه كل يوم.
«حسين»: كأنهم بيعملوا إعلانات لبلد تانى وشعب مختلف.. و«أشرف»: لازم الدولة تتدخل وتفرض رقابتها.. و«عايدة»: يا ريت يلغوها ويرحمونا
«هما بيتكلموا عن أنهى مصر» تساءل حسين مجدى، الشاب العشرينى الذى أبدى غضبه من هذا التناقض الصارخ، «كأنهم بيعملوا إعلانات لبلد تانية وشعب تانى، لا حاسين بمشاكلنا ولا همومنا، يا إما نطلع فى التليفزيون باعتبارنا شعب فقير مش لاقى ياكل ولا لاقى يتعالج ولا يتعلم، أو شعب تانى كل اللى شاغله البحر والحديقة والكومباوند»، حالة غريبة فى رأيه لا تمثل الغالبية من المصريين الذين يعيشون حياة متوسطة وتحت المتوسط.
حسين الذى تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة، وأنهى خدمته العسكرية، ليبدأ فى ترتيب خطوات حياته والتخطيط لمستقبله مثل غيره من ملايين الشباب، اعتبر أن هذه الإعلانات تسىء إلى مصر، وتجعل الشباب يشعرون بالإحباط واليأس: «يعنى يا إما أشوف بلدى بتمد إيديها كأننا فى مجاعات، أو أشوفها بترمى الفلوس على الأرض وكأننا حلينا كل مشاكلنا ومفيش حاجة شاغلة بالنا».
مطالبات بين المواطنين بالحد من هذه الظاهرة، وتدخل الدولة لتضع معايير من شأنها ضبط المواد الإعلانية التى تطالعهم عبر شاشات التليفزيون، «ماينفعش تبقى الحكاية مفتوحة على البحرى كده، كل اللى عايز يقول حاجة أو يعمل مشروع أو يلم فلوس من الشعب، يطلع يعمل إعلان على مزاجه حتى لو بيصدر صورة سلبية عن البلد»، الصورة السلبية بحسب أشرف عبدالحميد، الموظف الحكومى الذى يتقاضى 1200 جنيه راتباً شهرياً، لا تقتصر على إعلانات الفقر وحدها، لكنها تشمل الجزء الآخر من الصورة التى شاهدها طوال شهر رمضان: «لما نبقى فى الوضع اللى بنمر بيه، والبلد محتاجة تقف على رجليها، وتتعافى من مشاكلها الاقتصادية، ونشوف الإسراف والتبذير فى التليفزيون على الفاضية والمليانة، يبقى كأننا شعب مجنون، مش عارف أزماته ولا المرحلة اللى بتمر بيها بلده، إزاى نبقى بناخد قروض من بره، ومساعدات من الأشقاء العرب، والحكومة بتطالب بالترشيد، ونشوف كل الكم ده من الشاليهات والقرى السياحية والرفاهية اللى مش مناسبة لينا ولا بتعكس حالتنا»، يطالب أشرف الذى يعول أسرة من 5 أفراد، بأن تكون هناك أجهزة رقابية لكل ما يذاع أو يعرض فى التليفزيون: «فين الرقابة، مفيش حاجة اسمها كل اللى عايز حاجة يعملها ويعلن ليها، لازم يبقى فيه رقابة ومعايير ونشوف اللى مناسب لينا وإيه اللى مش مناسب، الفلوس دى أولى يتعمل بيها مشروعات تانية تساعد الناس وتكون على قد طاقتهم».
لم يجد المواطنون ما يعيشونه فى واقعهم، على شاشات الفضائيات، الصورة جاءت مناقضة تماماً، دعوات تطالبهم بالدفع للتبرع، وأخرى تطالبهم بالدفع من أجل مستوى معيشى لا يطمحون إليه، عايدة محروس، السيدة الأربعينية التى تساعد زوجها فى إدارة محل صغير لبيع الملابس بمنطقة شبرا، اعتبرت أن التليفزيون بكامله لا ينقل الصورة الحقيقية للمواطنين، ولا يعبر عن حياتهم بمشكلاتها وتطلعاتهم فيها، «إحنا بقينا نتفرج على التليفزيون للتسلية فقط، وأول ما بتيجى إعلانات بنقلب القناة، هنتفرج على إيه، سواء كده أو كده بيطالبونا بالدفع، إحنا عايشين اليوم بيومه وعندنا اللى أهم من كل اللى بيتكلموا عنه، اللى بيعرف يساعد حد بيساعده باللى يقدر عليه، واللى يعرف يشيل قرش علشان يحسن حياته بيدبره بالعافية»، تضيف فى غضب: «يا ريت يرحمونا ويلغوا الإعلانات دى كلها ويقولوا حاجة مفيدة أحسن».