«مسجد» مع وقف التنفيذ: «مسيحى» يتبرع بأرض لإنشائه.. و«مسلم» يغتصبها
أرض «الزيتون» المخصصة لبناء المسجد
ليس بغريب أن يتبرع «مسيحى» لبناء دار عبادة خاص بالمسلمين «مسجد»، فالنسيج الوطنى ووحدة المصريين يسمحان بذلك والشواهد متعددة على مدار التاريخ، أما الأغرب فهو أن يستولى عليها «مسلم» ويتصرف فيها دون وجه حق، بعد أن نسيتها الدولة، ولم تضع حجر أساس واحداً لبناء المسجد على مدار أكثر من 20 عاماً.
أرض مساحتها 2037 متراً فى «5 حارة حمادة من سليم الأول» بمنطقة الزيتون، تبرع بها «توفيق خليل إبراهيم»، مسيحى الديانة عام 1974، لبناء مسجد، وآلت ملكيتها إلى الدولة بموجب الحكم الصادر لصالح محافظة القاهرة رقم 8563 لسنة 1993، إلى أن قام مجموعة من البلطجية باغتصاب الأرض، وحصلوا على حكم قضائى مزور يثبت ملكيتهم لها، ويمارسون عليها كافة مظاهر وحقوق المالك الأصلى، الأمر الذى صل إلى قيامهم ببيع بعض أجزائها للآخرين.
آلت ملكيتها إلى الدولة منذ عام 1993 واستولى عليها نصاب بحكم قضائى مزور ورئيس حى الزيتون: «سيتم بناء دار العبادة ملحق بها جراج لخدمة الأهالى»
محمد عبدالرحمن العيسوى، قام بشراء 300 متر من الأرض، ثم فوجئ بأنها ملك الدولة: «اشترتها، وبعد ما دفعت ثمنها تبين لى حقيقة إن الأرض ملك للدولة، ولا يجوز التصرف فيها، من خلال خطاب وارد لى من مأمورية شهر عقارى الزيتون برقم 541 لسنة 2015».
ويتابع: «محافظة القاهرة تعرف كويس جداً إن الأرض ملكها، وهى موهوبة لبناء مسجد، لكنها تركتها دون استغلال أو حتى ضمها لأملاك الدولة، كمان حى الزيتون يعرف كويس حقيقة المغتصبين للأرض، وفى مرة الحى ظهر على الأرض لإنشاء جراج لخدمة سكان المنطقة عليها، لكن المغتصبون للأرض قدروا يخدوها مرة تانية».
ويطالب «العيسوى» بالتدخل فى الدعوة المطروحة أمام النيابة العامة بصفتها مالكة للأرض، وحتى يعاد الحق لأصحابه بالإضافة إلى معاقبة المغتصبين.
من جانبه، قال اللواء هشام عبدالحميد، رئيس حى الزيتون، إن الأرض ملك للدولة، وسيتم طرد ومعاقبة المعتدين عليها، موضحاً أنها بالفعل مخصصة لبناء مسجد، وهناك قرار من المحافظ بطرد المعتدين والحصول عليها سيتم تنفيذه الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أنها مخصصة لبناء مسجد، ولا تستطيع المحافظة أن تستغل الأرض فى أى نشاط آخر.
أضاف «عبدالحميد» أنه سيتم بناء مسجد على هذه الأرض، وسيكون أسفله جراج كبير لخدمة أهالى المنطقة، على أن يتم رد المستحقات المالية التى دفعها الشخص الذى تم النصب عليه، ومعاقبة المعتدين، وسيتم تأجير الأرض كساحة بشكل مؤقت لحين تنفيذ مشروع بناء المسجد.