"عبدالمنعم".. حلاق "مع وقف التنفيذ"
حلاق- صورة تعبيرية
بجسد أنهكه تعب السنوات الطويلة في مهنته التي عرفها من صغره، يجلس "عبدالمنعم" على مقعده المتهالك، يتذكر عندما كان يتحرك بخفة ونشاط فوق رأس "الزبون" الذي يأتي إلى صالونه في حي "منشية الصدر" ليحلق رأسه أو لحيته أو الاثنين معا، وما إن يخرج "عبدالمنعم" من بحر ذكرياته حتى يتحسر على حاله وما أصابه من مرض أقعده عن مهنته العظيمة.
"عندي 59 سنة واشتغلت في الحلاقة من وأنا عندي 9 سنين، بس دلوقتي مبقتش باشتغل عشان عندي الضغط والسكر والتهاب في المفاصل وفقرات الظهر"، بهذه الكلمات يروي "عبدالمنعم" حاله بصوت لا يخلو من الحسرة والحزن، ويضيف: "المشكلة كمان إني مليش تأمين صحي عشان أنا في نظر القانون (صاحب عمل)".
"ابني الكبير (عبدالحميد) دلوقتي هو سندي وهو اللي بيفتح صالون الحلاقة وشايل البيت، وعندي بنتين واحدة اتجوزت والتانية مخطوبة.. والحياة ماشية والحمد لله"، كان هذا هو حال بيت "الحلاق المتقاعد"، بحسبما رواه.
لا يتمنى "عبدالمنعم" سوى معاش شهري يعينه على العيش باستقرار، خصوصا مع مرضه وعدم وجود مصدر دخل سوى "صالون الحلاقة"، ويقول: "روحت أطلب معاش في التأمينات قالولي لازم سنك يوصل لـ65 سنة، وده طبعا كتير عليا، أنا عندي دلوقتي 59 سنة، لسه هقعد 7 سنين أشحت وأستنى لما يصرفولي المعاش.. أنا مش طالب شفقة ولا مساعدة، أنا بطلب حقي.. عايز معاش أصرف منه على نفسي وبيتي".