مقاهى الحسين: وعندك واحد «عندليب» على عود «سنباطى» وصلحه
كنبة أرابيسك.. براد الشاى بالنعناع.. روائح تفاح تتطاير مع دخان الشيشة.. أضواء تتلألأ فى الميدان.. صوت عزف على العود يعيدك إلى أجواء حفلات الست.. وصوت شجى يدفعك إلى التنصت: «صبرنى الحب كتير وداريت فى القلب كتير ورضيت عن ظلمك لكن كل ده كان له تأثير».
فى مقاهى الحسين وفى هذا الجو الذى لا يخلو من الفن، لا يوجد أحد لا يعرف عندليب الحسين وأبورياض السنباطى، أشهر مطرب وعواد فى مقاهى الحسين.
«امشى من هنا وانت شبه عبدالحليم حافظ».. قالتها المدرسة لطفل فى المدرسة الابتدائية وهى لا تعرف أنها ستكون سببا فى تغيير حياته، لم يكن الشبه فى الملامح وحده هو سبب تسميته بالعندليب، فحين ترى رضا منصور حسين، وهو يغنى وتدقق فى حركات يديه وحماسة أدائه تشعر أنك تشاهد عبدالحليم حافظ على خشبة المسرح وهو يغنى «نعم يا حبيبى نعم»، ولكنك حين تسمعه يتحدث عن مرارة الدنيا وقلة الحظ الذى حالفه، تشعر بأنك أمام أحد المشاهد المأساوية التى برع فيها العندليب، «أصلى لو كنت باغنى للحمار وللعوالم كان زمانى أشهر من النار على العلم».
الحماسة الشديدة التى يغنى بها العندليب أغانى الست أم كلثوم وعبدالحليم حافظ تنتقل إلى جمهوره من رواد المقهى ويرتفع التصفيق والصفير وأحيانا يصل الاندماج للوقوف فى حلقة حوله للرقص والتشجيع: «النجومية مش أنى أقف قدام الكاميرات والميكروفونات، النجومية الحقيقية وسط الناس».
العندليب ليس وحده نجم مقاهى الحسين، فهناك نصفه الآخر «أبورياض السنباطى»، عواد الحسين الشهير، 57 عاما، اسمه الحقيقى هاشم الشعراوى، لكنه اتخذ من «السنباطى» اسما لشهرته، وعندما أنجب ولدا بعد طول انتظار أعطاه اسم «رياض» ليحقق به حلما قديما عاش فى خياله منذ صغره، فالطفل الصغير الذى عشق العود من رياض السنباطى، خرج إلى الموالد والأفراح حتى استطاع أن يدرس فى معهد الموسيقى العربية: «ضيعت أربع سنين فى الدراسة وفى الآخر باشتغل على قهوة».
ورغم الحزن الذى يبدو فى عينيه فإنه يرى فى ألحان ولديه «رياض وعمر» تعويض ربنا عن سوء حظه: «ما بقاش فى العمر كتير.. الحمد لله ربنا يعوضنى فى ولادى».