معاهد وأقسام علوم البحار فى مصر.. مرفوعة مؤقتاً من الخدمة
مبنى المعهد القومى لعلوم البحار من الخارج
نفوق حوت كبير على شواطئ مدينة مطروح قبل شهرين، وظهور حوت آخر أمام شواطئ الساحل الشمالى الأسبوع الماضى، وهجوم أسماك القرش على المواطنين فى العين السخنة منذ شهر، وهجوم آخر عنيف على السائحين الأجانب فى شرم الشيخ منذ 6 سنوات، كلها حوادث أثارت حالة من الجدل فى الشارع المصرى بعد خضوعها لتفسيرات غير علمية وغير واقعية، بل وطريفة فى أحيان أخرى، فى ظل غياب هيئات ومراكز البحث العلمى الحكومية عن المشهد، والمنوط بها توضيح الحقيقة وراء ظهور هذه الكائنات.
المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد التابع لوزارة البحث العلمى، وقسم علوم البحار بجامعتى قناة السويس، والإسكندرية، وأقسام أخرى وشعب متخصصة فى مجال الأحياء المائية والبحرية، هى هيئات علمية وبحثية متخصصة فى علوم البحار، مر على إنشائها عشرات السنين، لم تقدم دراسات أو أبحاثاً وافية عن الظاهرة سوى دراسة تم إجراؤها عن أسماك القرش فى مصر بعد هجومها على السياح الأجانب فى شرم الشيخ عام 2010.
بعد حوت «مارينا» وقرش «السخنة» وهجوم الأسماك المفترسة على المواطنين بالشواطئ
الباحثون فى هذه الجهات أكدوا لـ«الوطن» أن السبب وراء غياب هذه الدراسات يتمثل فى ضعف الإمكانيات، وغياب التمويل، وسوء حالة الأجهزة والمعامل، وعدم توافر المواد الكيميائية اللازمة، وتعطل السفن البحثية بمعهد علوم البحار، وعدم امتلاك قسم علوم البحار بجامعة قناة السويس لأى سفن علمية، واضطراره لاستئجار الفرق البحثية المكلفة بمسح أماكن وجود أسماك القرش لسفن صغيرة لسحب العينات من خليج العقبة، هو السبب الرئيسى. فى عام 1986 صدر قرار جمهورى رقم 436 لإنشاء المعهد القومى لعلوم البحار الأساسية، إلا أنه بعد 22 عاماً على إنشائه لا يعكس الأهداف التى أنشأ من أجلها، فالمعهد كما هو معلن على موقعه الرسمى على شبكة الإنترنت يستهدف تحقيق التنمية المستدامة لمصادر المياه العذبة والبحار والبحيرات، ومكافحة التلوث بجميع أشكاله ومصادره، والعمل على الحد من الفقر مع تحسين مستوى المعيشة، عن طريق تطوير واستحداث الأساليب والتقنيات فى مجال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وتنفيذ سياساته من خلال برامج بحثية مكثفة فى مجال البحوث التطبيقية فى جميع تخصصات العلوم البحرية، والمصايد والاستزراع السمكى، وعلوم المحيطات، وتوفير المعلومات والبيانات عن المسطحات المائية المصرية، ودراسة ورصد التغيرات البيولوجية والكيميائية والفيزيائية المصاحبة للمياه، بالإضافة إلى تصميم وتطبيق تقنيات حديثة لدراسة طبوغرافية قاع البحار، وذلك للكشف عن المصادر والموارد الكامنة فى قاع البحار للاستفادة منها، بالإضافة إلى التنبؤ بحدوث الظواهر والمخاطر البيئية مثل الزلازل، والأعاصير، وتآكل الشواطئ والسواحل، والزيادة المفاجئة فى مستوى سطح المياه.
أحد الباحثين فى المعهد فرع الإسكندرية، فضل عدم ذكر اسمه، قال «فى العالم كله يتم تشكيل فريق بحثى من المتخصصين لدراسة الظواهر الغريبة كالتى تحدث فى مصر حالياً كظهور أسماك القرش والحيتان على الشواطئ، حيث يجرى تشريحها للوصول إلى نتائج علمية تساعد فى وضع حلول صالحة للتطبيق، ولكن فى مصر احنا بنشتغل بعض وهما بيشتغلوا بحث علمى».
وأوضح «لا يحصل الباحثون فى مصر على حقوقهم المادية التى تشجعهم على استكمال أبحاثهم، ولا يتم توفير المواد الكيمائية اللازمة فى إجراء التحاليل، وحتى الأجهزة الحديثة لا يستخدمونها لأنها تقع تحت سيطرة كبار الأساتذة الذين يفضلون الاحتفاظ بها فى منازلهم لتكون حكراً عليهم بحجة أنها عهدة، كما أن اختيار أعضاء الفرق البحثية لا يخضع لمعايير النزاهة والشفافية، حيث يتم اختيار غير المتخصصين أحياناً، وهذا ما حدث فى الفريق الذى تم تشكيله مؤخراً لزيارة موقع وجود حوت مارينا، حيث تم اختيار باحث متخصص فى خيار البحر، وهو كائن بحرى من فصيلة الرخويات، وليس له علاقه بالحيتان من قريب أو بعيد».
وأضاف باحث المعهد القومى لعلوم البحار: «ثانى أعضاء الفريق متخصص فى الفيزياء البحرية، وهذا المجال يختص بقياس التيارات البحرية وسرعة الأمواج، وهذا بالطبع فكرة جيدة لدراسة مدى تأثير التيارات المائية على انتقال الحوت إلى الشاطئ أو إلى أى مكان آخر، لكن الأمر السيئ هو ترك جهاز القياس لمدة قصيرة فى المياه لا تتجاوز عدة ساعات، فى الوقت الذى يحتاج فيه قياس التيارات المائية مدة طويلة تزيد على أسبوع لاستخراج قراءات متعددة للوصول إلى المتوسط العام، ولن أقول تركها وتتبعها بالقمر الصناعى مثلما يحدث فى الخارج».
«الجناينى»: أول دراسة عن «القرش» فى مصر أجريت فى منتصف التسعينات.. والحكومة استعانت بخبراء أجانب فى واقعة شرم الشيخ عام 2010
وعن السفينتين البحثيتين اللتين يمتلكهما المعهد، قال «منحت اليابان مصر هاتين السفينتين اليرموك وسلسبيل، إحداهما كانت مخصصة للبحر المتوسط والأخرى للبحر الأحمر، لكنهما معطلتان حالياً ولا تخرجان فى أى مهمة بحثية منذ فترة، وكلما سألنا عن أسباب استمرار تعطلهما يتم إبلاغنا بحاجتهما إلى قطع غيار باهظة الثمن وصيانة». وأضاف «يبلغ حجم السفينتين 13 متراً من حيث الطول، و8 أمتار عرضاً، وبحمولة إجمالية قدرها 319 طناً، وتعمل سفينة سلسبيل فى مياه البحر المتوسط، واليرموك فى مياه البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة».
وأشار «هاتان السفينتان مجهزتان بأجهزة يمكن استخدامها فى الأبحاث العلمية من بينها أجهزة جمع العينات من مياه البحر على الأعماق المختلفة حتى 500 متر، وأجهزة CTD لقياس درجات الحرارة والملوحة والآس الهيدروجينى، وجهاز كباش لجمع عينات من القاع لتحديد نوعية الرسوبيات وتحليلها كيميائياً، وكذلك جمع عينات من أحياء القاع بالإضافة إلى شباك صيد للأعماق المختلفة لجمع عينات من الأسماك العائمة والقاعية». وأكد «لا تتحرك السفينتان فى المياه رغم كل هذه الإمكانيات إلا نادراً ولا تشاركان فى المهام العلمية إلا قليلاً جداً، ولكن المثير للسخرية أنهما تشاركان فى تصوير المشاهد فى بعض المسلسلات، من بينها مسلسل حارة اليهود الذى ظهرت فيه الفنانة منة شلبى على متن إحداهما فى آخر مشاهد المسلسل».
وأوضح الباحث «من المفترض أن تبحر السفينتان 4 مرات فى السنة، بواقع مرة فى كل فصل لمتابعة التغيرات البيئية وإجراء دراسات حديثة عن المياه الإقليمية، كما أنه كان من المفترض أن تبحر لإجراء أبحاث عن ظاهرة الحيتان وظهورها على شواطئ البحر المتوسط».
«الإتربى»: الباحثون ينفقون من رواتبهم على البحث العلمى للحصول على الترقيات.. ومصر حديثة العهد بدراسات أسماك «القرش»
وكشف «إيجار السفن مكلف جداً ويحتاج تمويلاً كبيراً من الجهات المانحة أو التى تطلب إجراء أبحاث بيئية لصالحها وهى مشروعات تدر دخلاً كبيراً لبعض أساتذة المعهد وليس لكل الباحثين، حيث يحصل الباحث الرئيسى على 30% من قيمة المشروع، فيما يحصل المعهد على 10% وتدخل النسبة المتبقية فى أعمال شراء أجهزة حديثة». باحث آخر، فضل عدم ذكر اسمه، قال «الباحث اللى بيطلع يشتغل فى أى دراسة بحثية تابعة للمعهد بياخد فى الآخر 500 أو 600 جنيه فقط، وطبعاً بيقول إيه اللى يخلينى أطلع وأمرمط نفسى على مبلغ زى ده، وحتى لو عمل أبحاث من أجل ترقية سيأخذها سيتم وضع أسماء الأساتذة الكبار عليها»، وأوضح «أجريت دراسة عن تسرب مياه البحر إلى المياه الجوفية بالساحل الشمالى فوضع أحد كبار الأساتذة اسمه عليه ونشره باسمه، وضاع مجهودى، هذا هو الأسلوب المتبع فى أغلب المعاهد البحثية والجامعات المصرية».
وأكد «لن تحل أزمة البحث العلمى فى مصر إلا بإعمال الضمير، وزيادة الميزانية المخصصة له، وليس رفع الأجور فقط، فراتب الباحث الحاصل على الدكتوراه 5 آلاف جنيه، وهو مبلغ يراه كثيرون أنه مناسب جداً للعيش الكريم لكنهم لا يعلمون أن الباحث ينفق منه على أبحاثه ودراساته خصوصاً فى مراحل الترقى، حيث ننفق منه على جمع العينات والتحاليل اللازمة بسبب قدم وسوء حالة الأجهزة القديمة والمعطلة فى المعهد إن لم تكن بحوزة الأساتذة».
وأشار «فى بعض الأحيان يشترى المعهد أجهزة حديثة يعُلَّم من خلالها الخبير الأجنبى أحد الباحثين، ويحرم غيره من استخدامها فى حالة سفر الأخير إلى الخارج فى إعارة، وهو ما يعد إهداراً للمال العام»، وأضاف «لا يوفر المعهد المواد الكيميائية بصورة تناسب العمل البحثى الضرورى، ونضطر أحياناً إلى الحصول عليها من زملائنا بطرق ودية أو شرائها، فكثيراً ما يحتفظ بعض الأساتذة بهذه المواد فى الدولاب الخاص به، ويغلق عليها لمدة سنوات، وعندما حاولوا تجديد معامل المعهد بالإسكندرية فى عام 2007 اضطروا إلى فتح دولاب أحد الأساتذة المعارين للسعودية ليجدوا فيه مواد كيمائية يتم استخدامها فى تحليل العينات مر على إنتاجها 15 سنة وانتهت مدة صلاحيتها، فحسب اعتقادهم من غير المهم الاستفادة من هذه المواد، ولكن المهم احتكارها». وقالت رئيس شعبة المصايد بالمعهد القومى لعلوم البحار، الدكتورة عزة الجناينى، «لم تجر أى دراسات عن أسماك القرش فى مصر باستثناء دراسة صغيرة لأحد الباحثين فى المعهد منتصف تسعينات القرن الماضى، لكن بداية الدراسات الحقيقية عن أسماك القرش فى مصر كانت فى عام 2010 بعد حادثة هجوم أسماك القرش الشهيرة على بعض السائحين الأجانب فى شرم الشيخ، حيث تم تكليفنا بالنزول وجمع المعلومات وإجراء الأبحاث لتقديم النصائح والإرشادات لتجنب تلك الهجمات»، مضيفة «فى الوقت الذى تم فيه الاستعانة بنا لإجراء هذه الدراسات تم الاستعانة بفريق بحثى أجنبى وتم عقد مؤتمر صحفى لعرض النتائج والتوصيات وكنا الأفضل وقدمنا أسباب الهجوم وطرق الحماية من الهجمات».
وأشارت «تحتاج الدراسات المستفيضة عن أسماك القرش إلى سنوات طويلة وأجهزة حديثة جداً وتمويل مادى كبير، فبعد حادثة هجوم شرم الشيخ وقع هجومان آخران فى مرسى علم والقصير لكن لم يسلط الضوء عليهما ولم يتم استدعاؤنا».
باحث: الأساتذة يحتفظون بالأجهزة الحديثة لأنها «عهدة».. وأحد أعضاء فريق «حوت مارينا» خبير «خيار بحر» والسفن البحثية تستخدم فى تصوير المسلسلات.. والمعهد لا يوفر المواد الكيميائية بصورة تناسب العمل البحثى
وأوضحت أنه «بعد وقوع حادثة هجوم أسماك القرش على بعض المواطنين فى العين السخنة تم تشكيل فريق بحثى من المعهد بفرع السويس بالتعاون مع جهاز شئون البيئة ومحافظة السويس، وعلى الفور تم إجراء مقابلات مع شهود العيان والمصابين لجمع المعلومات لإعداد تقرير مبدئى عن الهجوم»، مضيفة «تم تكليفنا مؤخراً بدراسات تفصيلية عن القروش من قبل وزير البحث العلمى من خلال مرحلتين، على أن يتم إعداد خريطة كاملة عن أماكن وجود أسماك القرش فى خليج العقبة وحجم كثافتها وأعدادها وأنواعها من خلال إجراء مسح بحرى فى خليج السويس مع الصيادين الذين يعرفون أماكن وجودها بحكم خبرتهم فى الصيد، وبعد جمع كافة المعلومات عنها سيتم تقديم توصيات لقطاع السياحة لتجنب أماكن وجودها». وعن المرحلة الثانية من الخطة البحثية المستقبلية عن أسماك القرش، قالت رئيس قسم المصايد بالمعهد «ستكون المرحلة الثانية فى البحر الأحمر، وهذه المرحلة تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وتمويل ضخم، لكن المرحلة الأولى من الدراسات تم اعتماد ميزانيتها من الميزانية الداخلية للمعهد وستكون قاصرة على خليج العقبة، وسيتم استئجار قارب مع سفينة تابعة لجهاز شئون البيئة بوزارة البيئة لجمع العينات وإجراء التحاليل وعمل مسح بحرى لها من خلال بعض أجهزة المعهد بالسويس».
وأشارت «يمتلك المعهد سفينتين بحثيتين هما سلسبيل واليرموك، إلا أنهما تخضعان للصيانة الدورية لذلك سيتم استئجار سفينة أخرى لإجراء الدراسات، ونمتلك أجهزة حديثة لرصد طبوغرافيا وجولوجيا البحر وقاع البحر والكائنات المناسبة التى من الممكن أن يعيش فيها القروش، كما يوجد 4 شعب علمية بالمعهد، هى شعبة المصايد والبيئة البحرية وتربية الأحياء المائية والمياه الداخلية، ويوجد محطات بجميع السواحل المصرية تابعة للمعهد». وقال أستاذ بيولوجيا الأسماك، بقسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة قناة السويس، الدكتور صلاح الإتربى، «تعانى المراكز البحثية والجامعات المصرية من ضعف شديد فى تمويل الأبحاث العلمية وضعف فى الإمكانيات، فمثلاً قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة قناة السويس لا يمتلك سفناً علمية للحصول على العينات وفحصها، فكنا نستعين بسفينة المعهد القومى لعلوم البحار، وسفينة الأمير خالد بن سلطان السعودى المجهزة بجميع الإمكانيات البحثية من خلال بروتوكول تعاون بيننا وبينهم»، وأضاف «يعتمد النظام البحثى فى الأقسام والكليات والمعاهد التابعة لوزارة البحث العلمى على الأشخاص وليس النظام الدقيق الدائم والمستمر، وبتغير المسئولين عن الأقسام والشعب يتغير نظام العمل والإمكانيات المتوفرة»، وأشار «الفرق بين البحث العلمى فى مصر والدول الأوروبية وأمريكا أنهم يعملون وفق نظام معين يكمل فيه الباحثون الجدد أو الشباب، ما بدأه سابقوهم ليكملوا الهدف العام الذى وضعوه منذ سنوات لكن فى مصر البحث العلمى قائم على الاجتهاد الشخصى ومحدودية الإمكانيات»، وأوضح «يحتاج البحث العلمى المتعلق بالعلوم البحرية إلى سفن كبيرة ومجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، بالإضافة إلى تركيب أجهزة تتبع للأسماك الكبيرة طويلة المدى لترسل إشارات للأقمار الصناعية عن أماكن وجودها، وللأسف لدينا كوادر علمية جيدة لكنها تحتاج إلى إمكانيات فقط، فقد زرت أمريكا ودول أوروبية وقابلت علماء مصريين هناك، وكانوا جميعاً من أفضل الباحثين الموجودين فى تلك المراكز وهذه حقيقة ثابتة ومعروفة للكثير من المصريين، الباحث المصرى يحتاج فقط إلى فرصة وتمويل وإمكانيات».
وأعرب عن أسفه قائلاً «يدفع ضعف التمويل بعض الباحثين إلى الإنفاق من رواتبهم على البحث العلمى للترقيات أثناء سحب العينات وإجراء التحاليل اللازمة لذلك، ويحاول بعضهم التغلب على أزمة عدم وجود سفن بحرية تساعدهم على القيام بمهام عملهم بنزول البحر عن طريق استئجار قوارب أو سفن صغيرة، أو استخدام علاقاتهم الشخصية لحل المشكلة».
ولفت أستاذ بيولوجيا الأسماك إلى أن «إجراء رحلة بحثية لمدة شهر فى مياه البحر الأحمر تتخطى تكلفتها ربع مليون جنيه، فالبحث العلمى فى البحر يحتاج إلى مراكب مجهزة وأطقم بحث وموارد مالية مرتفعة»، وذكر أن التفسير العلمى لظهور حوت مارينا يتمثل فى الغالب فى إصابة الحيتان بأمراض فى الجهاز العصبى فى المخ تفقد على أثرها بوصلة تحديد الاتجاه، وهو ما يجعلها تجنح إلى المياه الضحلة وتنفق بشكل جماعى، لأن الحوت لا يستطيع حمل وزنه ويعلق على التربة حتى يموت، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة منتشرة فى أمريكا واليابان وأستراليا، فبعد سباحة الحيتان إلى الشواطئ تفاجأ بتعلقها على الأرض، فعمق الجزر فى المحيطات يصل أحياناً إلى 14 متراً، لكن فى السواحل المصرية لا يزيد على متر ونصف، ومن المرجح نفوق حوت مرسى مطروح بإصابته بمرض فى الجهاز العصبى بالمخ، ويرجح إصابة حوت مارينا أيضاً بهذا المرض لأنه ضل طريقه وكان يبحث عن منطقة الخروج إلى المياه العميقة. وأكد الإتربى صعوبة التنبؤ بحوادث هجمات القرش، مثلما حدث فى العين السخنة أو شرم الشيخ قبل 6 سنوات، فرغم التقدم العلمى الهائل فى الولايات المتحدة الأمريكية، لم يستطيعوا منع هجمات القرش.