أهالي "شبرابيل" بالغربية تحت حصار "الصرف الصحي": "بنشوف الموت كل يوم"
مياه الصرف تغرق الشوارع
شهدت قرية شبرابيل، التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، استمرار أزمة وكارثة إنسانية وناقوس خطر فادح يهدد أرواح الآلاف من أبناء ومواطني القرية التي تحوي ما يزيد عن 20 ألف نسمة.
وتمثلت الكارثة في انهيار عدد من المنازل السكنية نتيجة غرقها في مياه الصرف الصحي والمجاري وانتشار البرك والمستنقعات على مستوى كل شوارع القرية، ما أثار حفيظة المواطنين القاطنين بذات المناطق السكنية المتضررة، ما أدى لصعوبة في حركة السير والانتقال على عاتق كبار السن والمشايخ والأطفال الصغار بسبب انتشار بالوعات الصرف الصحي المفتوح والتي تُعد "مقابر موت مفتوحة" تهدد أرواحهم وحياة أبنائهم وذويهم.
وسادت حالة من السخط والغضب الشديدين على وجوه الآلاف من أبناء القرية بسبب تجاهل المسؤولين بديوان المحافظة ومجلس مدينة السنطة ورئيس الوحدة المحلية لذات القرية لمأساتهم التي تهدد حياتهم طوال الفترة الماضية وهو ما دفعهم إلى التقدم بعشرات الشكاوى والفاكسات الرسمية للإعلان عن أزمته التي تلخصت في ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي البلدية لأكثر من متر ونصف وغمرها لعشرات المنازل السكنية في ظل انسداد مواسير وبيارات الصرف الصحي البلدية في ظل انبعاث روائح كريهة وتجمع كميات كبيرة من الهاموش والحشرات الناقلة للأمراض المزمنة.
من جانبه، أوضح الحاج محمد حسن طمان، أحد أهالي القرية، بقوله: "إحنا خلاص تعبنا وما عدناش قادرين ناخد نفسنا بجد بسبب رائحة مياه الصرف الصحي والبرك والمستنقعات اللي عايشين فيها وبجد اشتكينا كتير لكل المسؤولين ومحدش عاوز يغيثنا أو يتحرك".
وأضاف "طمان" أن الأزمة الحقيقية التي تطارد أهالي القرية في الوقت الحالي هو انهيار العشرات من المنازل وإصابتها بتصدعات وشروخات في الطوابق السفلى وهو ما أدى إلى تشرد العشرات من الأسر والعائلات وانتقالهم وبرفقتهم أبنائهم وذويهم للعيش في العراء في الشارع أو المبيت لدى أقاربهم وذويهم.
وأشار إلى أن الأهالي تقدموا بشكاوى رسمية إلى غرف العمليات والطوارئ بديوان المحافظة ومجلس مدينة السنطة أعلنوا فيها مطالبتهم بتحرك المسؤولين لإنقاذ حياتهم، مشيرا إلى أن تلك الشكاوى لم تفلح ولم تحقق رغبة الأهالي المتضررين من الكارثة، حسب قوله.
وأضاف حسن إسماعيل، أحد أهالي القرية، لـ"الوطن"، أن كل الشكاوى التي تم إرسالها لمسؤولي المحافظة وقياداتها التنفيذية تضمنت حاجة القرية لاستكمال كل مشروعات الصرف الصحي المتعطلة طوال الأشهر الماضية، مشيرا إلى أن الأهالي لجأوا إلى فتح كل بالوعات الصرف الصحي سعيا في تسليكها أو صيانتها بالجهود الذاتية إلا أن طفح المياه ارتفع إلى مترين فأكثر وهو ما يعرِّض حياة المواطنين للخطر بسبب صعوبة تغطية البلاعات المفتوحة حسب قوله.
في ذات السياق، أكدت منى حسين، ربة منزل، بذات القرية المنكوبة، أن الأطفال الصغار قد تشردوا بسبب انهيار منزلها نتيجة انتشار المياه الجوفية والمجاري والصرف الصحي أسفل منزلها، ما أدى حدوث تصدعات وشروخات بجدران منازلها، بحسب قولها.
وأضافت ربة المنزل: "أنا خلاص أنا وجيراني بنشوف الموت ألف مرة كل يوم ومش لاقيين حد من المسؤولين يتحرك معانا لعلاج الأزمة وأنا ولادي اتصابوا بأمراض بسبب المجاري وجالهم نزلات معوية والربو والحمي في ارتفاع درجة الحرارة وضيق في التنفس بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث بصورة دورية من البرك والمستنقعات التي تفشت في كل حتة وشوارع القرية.
وناشدت ربة المنزل مسؤولي مجلس الوزراء وديوان محافظة الغربية ومجلس المدينة بالضرورة التحرك وإغاثة كل أبناء القرية وإيجاد حلول للأسر والعائلات التي تشردت بسبب مياه المجاري والأمراض المزمنة.
في المقابل، عرضت "الوطن" شكاوى المواطنين على اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، فأصدر تعليماته وتوجيهاته إلى اللواء ممدوح هجرس، رئيس مجلس مركز ومدينة السنطة، بضرورة تشكيل لجان من قسم الرقابة والمتابعة بالتنسيق مع مسؤولي الشركة القومية للمياه الصرف الصحي سعيا في تخصيص سيارات لكسح وشفط مياه المجاري وتسليك كل البيارات ورفع مخلفات المصرف المقابل بمدخل القرية حفاظا على أرواح المواطنين.
كما شدد المحافظ على ضرورة توفير احتياجات المواطنين المتضررين والوقوف بجانبهم وتخصيص لجان من مديرية الصحة لعلاج أبنائهم ورعايتهم صحيا في المرحلة المقبلة.